خلت لائحة أسود الأطلس من أسماء كانوا بالأمس القريب من بين أبرز لاعبي المنتخب الوطني، ويتعلق الأمر بكل من مروان الشماخ، ويوسف حجي، بالإضافة إلى المهدي كارسيلا، وعادل تاعرابت، عبد الحميد الكوثري، وأحمد القنطاري، وبدر القادوري، وجمال العليوي، بينما ضمت اللائحة 12 لاعبا من البطولة الوطنية. والملاحظ حول هذه التغييرات التي جاءت بها لائحة غيريتس هي كونه تخلى عن بعضا من الحرس القديم، الذين سبق لهم أن حملوا القميص الوطني لعقد من الزمن، والذين استطاعوا أن يحكموا قبضتهم على المنتخب، حيث أصبح من الصعب الإستغناء عنهم في ظل التماسك الذي يجمع بينهم في عهد المدربين السابقين، مما ساهم في النتائج السلبية التي حصدها الأسود في التظاهرات الأخيرة. بعد الخروج المذل للفريق الوطني من دورة الغابون الإفريقية، كثرت الخرجات الإعلامية لغيريتس والتي كان يصر من خلالها على عدم توجيه الدعوة للاعبين الذين لايشاركون ضمن أنديتهم، وأن باب المنتخب مفتوح أمام اللاعب الجاهز، وهذا ما تضمنته لائحته الأخيرة، والتي جاءت متوازنة من حيث العدد بين اللاعب المحلي ونظيره الذي يمارس بأوروبا. اختيار غيريتس ل12 لاعبا محليا يعتبر انتصارا للدوري المحلي، خصوصا أن المدرب البلجيكي تابع العديد من مباريات البطولة الوطنية رفقة مساعديه كوبرلي، وقدما تقارير مستفيضة عن اللاعبين الذين وجهت لهم الدعوة، خصوصا أن أغلبهم شارك في المنافسات القارية رفقة أنديتهم، باستثناء لاعب الجيش الملكي صلاح الدين السعيدي الذي كان مفاجأة هذه اللائحة. الناخب الوطني حرص على اختياراته بالأساس على عاملي الجاهزية والتنافسية، خصوصا بعد الإنتقادات الكثيرة التي وجهت له خلال نهائي بطولة إفريقيا للأمم الأخيرة، كون أن المستوى الباهت الذي ظهر به الأسود، مرده إلى الإعتماد على عناصر غابت عن المنافسات لمدة، مما أثر على المردود العام للمنتخب الذي لم يقو إلى المرور للدور الثاني. إذن فاللائحة المستدعاة تجمع بين عناصر الخبرة والشباب، لأن هذا من شأنه أن يمنح قوة إضافية للمنتخب خلال الإستحقاقات المقبلة، ذلك أن الفريق الوطني تنتظره مواجهتين حاسمتين أمام غامبيا وكوت ديفوار، من شأنهما أن تتحدد حظوظه بالنسبة للتأهل إلى مونديال البرازيل 2014، إضافة إلى التأهل إلى دورة جنوب إفريقيا 2013. من خلال بعض ردود الفعل على هذه اللائحة، يتضح أن هناك تخوف من التركيبة البشرية الحالية، وما مدى قدرتها على تحقيق طموحات الجماهير المغربية، و تكرار سيناريو بطولة إفريقيا الأخيرة بالغابون، باعتبار أن هؤلاء يحدوهم حلم حضور المونديال والذي غابت عنه كرة القدم الوطنية منذ 13 سنة، أي منذ دورة فرنسا 98. لقد بدت لائحة غيرتس غريبة بعض الشيء بالنسبة للبعض لكونها لم تشمل أقدم عنصر بالفريق الوطني مروان الشماخ بسبب غيابه عن التنافسية، وهي رسالة واضحة إلى اللاعبين الذين لا يشاركون رفقة أنديتهم في منافسات البطولة سواء كانت محلية أو خارجية، لكن النقطة السوداء التي ميزت هذه اللائحة هي توجيه الدعوة إلى سمير الزكرومي الموقوف من طرف الجامعة، إضافة إلى الحسين خرجة الذي غاب لوقت كبير عن مياريات ناديه فيورنتينا قبل أن يشارك في الدورات الأخيرة. بعد الخروج المذل للفريق الوطني من دورة الغابون، تعالت العديد من الأصوات تطالب بمنح الفرصة للاعب المحلي، لكون أن التجارب السابقة أثبتت أن المحترفين بالخارج لم يقدموا الإضافة المطلوبة للمنتخب، وأنه حان وقت التغيير، وقد رضخ غيريتس لهذا المطلب، ولعل الأيام القادمة ستؤكد ما مدى نجاعة هذه الفرضية.