لم تعد تفصل المنتخب الوطني عن انطلاق تصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل إلا بضعة أسابيع، إذ سيخوض المنتخب الوطني لكرة القدم، في الأسبوع الأول من شهر يونيو مباراتين مهمتين، تجمعه الأولى بمنتخب غامبيا ببانجول، والثانية بمنتخب الكوت ديفوار. من المؤكد أن مباراتي غامبيا والكوت ديفوار ستكونان فاصلتين في تحديد مستقبل المنتخب الوطني، غير أن ما يبدو واضحا هو أن جامعة كرة القدم لا يظهر أنها مدركة لحجم الانتظارات، وكيف أن امتحان شهر يونيو المقبل سيكون له ما بعده، إما إيجابيا بتصحيح وضعية المنتخب الوطني أو سلبيا من خلال تقليب مواجع كأس إفريقيا 2012 بالغابون. في آخر اجتماع عقده المكتب الجامعي عقب الإقصاء المذل في الغابون، وعد رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري بعقد اجتماع جديد للمكتب الجامعي في مارس الماضي، لكن أياما طويلة مضت، دون أن يفي الفهري بوعده ويعقد الاجتماع، فقد ظلت الجامعة تسير سيرها المعتاد.. بضع أعضاء يقررون في مصير الكرة المغربية ومستقبلها، ويرسمون خارطة طريقها، دون أن تكون هناك خطة عمل أو رغبة حقيقية في تدارك الأخطاء. أما غيريتس فقد كوفئ على إخفاقه في الغابون بمنحه مهمة قيادة المنتخب المحلي، مع أنه كان من المفروض أن يقود هذا المنتخب مدرب محلي يحظى بدوره بفرصة قيادة منتخب وطني، بل إن هذا المنتخب الذي سيشارك في كأس العرب بالسعودية، ربما كان من الأجدى أن يعوضه المنتخب الأولمبي ويجعل من هذه البطولة محطة إعدادية له لنهائيات أولمبياد لندن 2012، خصوصا أن معظم المنتخبات المشاركة ستشارك إما بمنتخباتها الأولمبية أو المنتخب الرديف، لكن «خبراء» الجامعة رأوا أن من الأجدى بالنسبة لهم ولوضعهم في الجامعة أن يقود غيريتس المنتخب المحلي، لأن من شأن نجاح هذا المنتخب في دورة السعودية مع مدرب محلي أن يضعهم في موقف حرج، ويؤكد أن تعاقدهم مع مدرب بلجيكي يكلف أزيد من ربع مليار سنتيم شهريا كان خطأ كبيرا. أكثر من ذلك، بدل أن تكون خارطة طريق التحضير لمباراتي ناميبيا والكوت ديفوار واضحة، فإن نبرة التبريرات المسبقة عادت إلى الواجهة، فبدأنا نسمع تصريحات للطاقم التقني تتحدث عن الحرارة المرتفعة في غامبيا وأرضية الملعب السيئة، وأيضا وجود الدوليين المغاربة في نهاية الموسم، مما قد يكون له انعكاس على أدائهم، وكأن غيريتس وطاقمه التقني ليسوا على دراية بأن اللعب في إفريقيا له طقوسه الخاصة، وأن المضي في الاتجاه الصحيح يحتاج إلى رؤية ثاقبة، وإلى وضع برنامج بمعالم واضحة، وأن المسؤولية في جميع الأحوال لن يتحملها غيريتس ولا طاقمه التقني، وإنما الذين جاؤوا به.