لم تكن هزيمة المنتخب الوطني لكرة القدم أمام منتخب الموزمبيق بهدفين لصفر، إلا تحصيل حاصل لمسار منتخب «يتخبط» منذ 16 أبريل من سنة 2009 لما عين علي الفاسي الفهري رئيسا للجامعة خلفا للجنرال حسني بنسليمان. لما جاء الفهري إلى الجامعة وأصبح رئيسا دون انتخابات ولا هم يحزنون، حرص الرجل على التأكيد أنه سيقطع العهد مع كل المظاهر السلبية التي تجر الممارسة الكروية إلى الخلف، بل وتعهد بمأسسة الجامعة. ورغم أن الجدل القانوني حول رئاسة الفهري للجامعة احتدم بشكل كبير، ورغم أن العديد من رؤساء الفرق وممثلي المجموعة الوطنية وفرق الهواة الذين يقول بعضهم اليوم «اللهم إن هذا منكر» ابتلعوا ألسنتهم وصاموا يوم الجمع العام عن الكلام، وبايعوا وصفقوا، فإن الفهري حرص على «بيع» الوهم للمغاربة، قبل أن يدخل في مسلسل طويل من الإخفاقات المتواصلة، وبدل أن يعترف بفشله، فإنه كان يبحث في كل مرة عن شماعة يعلق عليها أخطاء تدبيره. السيد المحترم علي الفاسي الفهري إن المنتخب الوطني لكرة القدم، ملك لجميع المغاربة، وليس لعائلة الفهري، أو لمن جاء بها إلى عالم الرياضة، إن المنتخب الوطني ظل رمزا للانتماء لهذا البلد، ولعلك تابعت كيف أنه في لحظات الانتصار القليلة التي عاشتها كرة القدم المغربية قبل مجيئكم إليها كانت الكرة توحد الجميع، وتنشر الفرح في ربوع المغاربة، وتنسي الجميع أحزانهم وآلامهم ومآسيهم الاقتصادية والاجتماعية، بل إن ملايين المغاربة مثلا خرجوا إلى الشوارع عقب بلوغ المنتخب الوطني نهائي كأس إفريقيا للأمم 2004 مع بادو الزاكي. السيد الفهري في المنتخب الوطني الأول فشلت رفقة أعضاء مكتبك الجامعي، الفاعلون منهم و«الكومبارس» في كل شيء، لقد غاب المنتخب الوطني عن نهائيات كأسي العالم وإفريقيا 2010 رغم أنه كانت ما تزال أمامه خمس مباريات، وأنهى المجموعة في المركز الأخير خلف الكامرون والغابون والطوغو، ثم «بهدلت» المدربين المغاربة وأنت تقرر تعيين أربعة مدربين دفعة واحدة لقيادته. ولما تأهل المنتخب الوطني بشق الأنفس إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية تعادل بملعبه أمام منتخب إفريقيا الوسطى الذي كان في ذلك الوقت يحتل المركز 202، أي الأخير في تصنيف الفيفا، ثم انتظرنا لحوالي العام قدوم «الفارس» و«المدرب العالمي» غيريتس كما تفضلون أن تطلقوا عليه، قبل أن يصل معززا ومكرما ويبدأ في بيع «الوهم» للمغاربة، بداية بإحراز كأس إفريقيا وصولا إلى التأهل لكأس العالم 2014 وبلوغ الدور نصف النهائي. السيد الفهري في عهدكم أصبح المنتخب الوطني يخسر بملعبه أمام جميع المنتخبات، لقد انهزم أمام أوغندا والسنغال وغينيا، وهلم جرا من نكبات، وفي عهد جامعتكم الموقرة أصبح الفوز بكأس العرب أمام منتخبات من الدرجة الرابعة والخامسة وتعيش على وقع الثورات والحروب إنجازا يستحق الاحتفال والتهليل والتطبيل. السيد الفهري لقد فشلت بشكل ذريع في قيادة المنتخب الوطني الأول الذي ربطت نجاحك بنجاحه، بل وأسست لثقافة التبدير المالي والتعاقد مع مدرب يكلف مالية المغاربة أزيد من ربع مليار كل شهر، دون احتساب التعويضات والتنقلات و»المختلفات». السيد الفهري إن طاقة الصبر نفذت، وأمام هذا الفشل الذريع بقي أمامك شيء واحد يمكن أن تنجح فيه بامتياز، وهو أن تقدم استقالتك من رئاسة الجامعة، وترحل بعيدا عن عوالم الكرة وتعود سالما غانما إلى مائك وكهربائك، أما الكرة فلها أشخاصها الذين يفهمون خباياها جيدا، وهي في حاجة إلى أن تتنفس هواء الديمقراطية بعد أن عاشت الاختناق في ظل حكم العسكر، والاستبداد مع جنرالات بزي مدني.