لم يتردد الاتحاد السعودي لكرة القدم في تقديم استقالة جماعية عقب إقصاء المنتخب السعودي في الدوري التمهيدي لتصفيات كأس العالم 2014 التي ستحتضنها البرازيل. المنتخب السعودي الذي كان إلى وقت قريب ملك الكرة الأسيوية والمتوج على عرشها خرج من سباق التأهل بشكل مبكر، بل وسجل حضورا هو الأسوأ له منذ 20 سنة. ماذا كان رد فعل مسؤولي الاتحاد السعودي؟ لقد سارعوا إلى تقديم اعتذار علني للشعب السعودي، ثم قدموا استقالة جماعية اعترافا منهم بالفشل الذريع، على أن يتولى المهمة اتحاد جديد برؤية مخالفة لسابقه. إقصاء المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم، له قواسم مشتركة مع الخروج الكارثي للمنتخب الوطني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالغابون 2012. فالاتحاد السعودي عندما تعاقد مع الهولندي فرانك رايكارد، قدمه على أنه مدرب عالمي، بإمكانه أن ينجح بسرعة في مهامه، لذلك انتظر قدومه المتأخر، مع أن التصفيات كانت قد انطلقت. وضع المسؤولون السعوديون الثقل كاملا على رايكارد، مع أن هذا المدرب الذي قاد برشلونة لتحقيق نتائج باهر، لا يعرف أدق تفاصيل الكرة الأسيوية، بل وكان في حاجة إلى مزيد من الوقت ليستفيد، قبل أن يفيد. الصورة نفسها تكررت في المغرب، فقد رأت جامعة علي الفاسي الفهري، أن التعاقد مع البلجيكي إيريك غيريتس القادم من السعودية، سيساهم في تحقيق المنتخب الوطني لنتائج باهرة، لذلك انتظرته لحوالي العام، وقبل ذلك عينت تركيبة رباعية لتربح الوقت حتى تنال موافقة غيريتس، الذي ما أن قاد المنتخب الوطني لتحقيق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، حتى اعتقدت الجامعة أنها قامت بفتح عظيم، قبل أن يتبين أنها ضيعت وقتا ثمينا وراهنت على سراب اسمه غيريتس، ظل يبيع الوهم للمغاربة بينما هو يحصد الملايير. ولما جاء موعد الامتحان بالغابون، سجل المنتخب الوطني أسوأ مشاركة له في النهائيات، فقد أقصي بعد مباراتين فقط، لتسقط «أسطورة» المدرب العالمي في «وحل» ليبروفيل. لكن هناك اختلاف بين الاتحاد السعودي ونظيره المغربي، فالأول اعترف بفشله وقدم استقالة جماعية ليسمح لدماء جديدة بالتدفق، أما الثاني فإنه أحرج «السنطيحة» وتمسك بالبقاء، دون أن تكون له جرأة الاعتراف بالخطأ، بل إن العضو كريم العالم خرج بعد اجتماع المكتب الجامعي ليقول إن الجامعة جددت الثقة في غيريتس لأن نيته حسنة.