بعد تزايد الأصوات من داخل هيئته السياسية المطالبة بالحسم في مصير استقالته ورفع الضبابية عن مآله على رأس الحزب، سارع إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المستقيل، اليوم الخميس، إلى توجيه رسالة إلى فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني "يلتمس فيها الدعوة لعقد دورة استثنائية للمجلس الوطني"، وذلك تبعا لمخرجات الدورة الثانية والعشرين ل"برلمان حزبه"، التي انعقدت يوم 22 أكتوبر الماضي. دعوة العماري، الذي استندت على مقتضيات المادة 49 من النظام الداخلي لحزبه، جاءت بعد أزيد من ثمانية أشهر على إعلانه لاستقالته من منصب الأمانة العامة، وذلك خلال اجتماع رسمي للمكتب السياسي لحزبه، حيث قال حينها إن الاستقالة "هي قرار شخصي، وليس له طبيعة لحظية أو ظرفية أو يدخل ضمن المزايدات السياسية"، مضيفا أنه "سيظل كما ضمن صفوف الحزب وأجهزته". استقالة ربان سفينة "البام"، والتي رفضها آنذاك أعضاء المكتب السياسي"، تقرر عرضها على أنظار المجلس وطني، إلا أن هذا الأخير، والذي انعقد في أكتوبر، أي بعد شهرين من الاستقالة، قرر أعضاؤه تأجيل الحسم في مصير إلياس العماري على رأس "البام" إلى غاية عقد دورة استثنائية، وذلك "اعتبارا للاستحقاقات التنظيمية، والانتخابية، والسياسية الموضوعة على أجندة الحزب في المرحلة الراهنة"، حيث "ألزم المجلس الوطني العماري تحمل مسؤولياته على رأس الحزب إلى غاية انعقاد الدورة القادمة". وينتظر أن تعرف هذه الدورة، إلى جانب البت في استقالة الأمين العام للحزب، التي قدمها لأعضاء المكتب السياسي للحزب في شهر غشت من السنة الماضية، إعادة النظر في النظام الداخلي للحزب، وقضايا أخرى هيكلية وتنظيمية.