مدد حزب الأصالة والمعاصرة فترة بقاء إلياس العماري أمينا عاما له بعد تقديمه استقالته إثر الخطاب الملكي الخاص بعيد العرش، الذي وجه فيه الملك محمد السادس انتقادا إلى الفاعلين السياسيين. وقرر المجلس الوطني لحزب "البام"، الذي انعقد اليوم الأحد بقصر المؤتمرات بالصخيرات واستمر حتى العاشرة ليلا، عدم الحسم في قرار استقالة العماري من عدمه، حيث خلص إلى ضرورة بقائه في منصبه إلى حين إجراء دورة استثنائية للمجلس الوطني، سيتم خلالها إعادة النظر في القوانين وتركيبة المكتب السياسي للحزب. وخلصت مداخلات أعضاء المجلس الوطني إلى ضرورة تشكيل لجنة مكونة من ممثلين عن 12 جهة بالمملكة، ستعمل على مناقشة الصيغة الخاصة بانتخاب أمين عام جديد أو الإبقاء على الحالي، مع دراسة ما إن كانت ستبقي على المكتب السياسي الحالي أو تقرر رفضه، مع عرض ذلك على الحاضرين في الدورة الاستثنائية للمصادقة على ذلك. وبخصوص مصير الأمين العام بالنيابة، الحبيب بلكوش، فقد أسقط أعضاء المجلس الوطني عنه صفة "أمين عام بالنيابة" بتمديدهم لإلياس العماري قيادته ل"الجرار". ودافعت العديد من المداخلات، التي تمت بالمجلس الوطني، عن قرار بقاء إلياس العماري أمينا عاما للحزب، رافضة الخطوة التي أقدم عليها باستقالته "تجاوبا مع الخطاب الملكي لعيد العرش"، حسب تعبيره في كلمته التي شرح فيها حيثيات خطوته. غير أن مجموعة أخرى من أعضاء المجلس الوطني، وخاصة معارضي إلياس العماري بالحزب، طالبوا خلال مداخلاتهم بضرورة استقالة الأمين العام ومعه أعضاء المكتب السياسي وانتخاب مكتب جديد. وشهد المجلس الوطني غليانا كبيرا، خاصة أنه تم وضع نقطة استقالة العماري في ذيل جدول الأعمال، وهو الأمر الذي جعل أغلب أعضائه ينتفضون على ذلك، مما اضطر الأمين العام المستقيل، إلياس العماري، إلى التدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها. وفي كلمته التي أسهب خلالها في شرح أسباب استقالته من قيادة الحزب، قال العماري: "استقالتي كانت سياسية وليست تنظيمية، وهي تجاوب مع أعلى مؤسسة في البلاد"، مضيفا أن "الملك في خطاب العرش تحدث عن المشهد السياسي، في حين أن جميع الأمناء العامين للأحزاب اعتبروا أن الخطاب غير موجه إليهم، وكأنه كان يخاطب الموزمبيق". وأوضح العماري "أنا الوحيد الذي لم أعلق على الخطاب الملكي، وقد صدمت بتصريحات زعماء أحزاب وتحريفهم للخطاب"، مضيفا "استيقظت يوم الاثنين الذي قدمت فيه استقالتي ولم أكن أفكر فيها"، قبل أن "يقطر الشمع" على عدد من زعماء الأحزاب، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، وحميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، إذ قال: "كنت أنتظر من قادة الأحزاب الذين شارفوا على نهاية ولايتهم أن يقوموا بالمبادرة ويقدموا استقالتهم لا استقالتي، وقد أحرجت في مكانهم". وأضاف زعيم "البام"، وسط تصفيقات من طرف أعضاء المجلس الوطني، أنه بعد الخطاب الملكي لعيد العرش "اتصلت بزعماء أحزاب لتقديم استقالة جماعية والتجاوب مع الخطاب الملكي، لكنني صدمت بتصريحاتهم لوسائل الإعلام وتحريفهم للخطاب".