رفض إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة التراجع عن استقالته أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، صباح يوم الأحد، بقصر الموتمرات بالصخيرات. وذكر مصدر من داخل لقاء المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن العماري رفض، في كلمة القاها أمام برلمان، الحزب التراجع عن استقالته. وأضاف المتحدث نفسه، إنه اختار أن يكون هو «الضحية» بعد خطاب العرش، مؤكدا إنه لن يتراجع عن استقالته، لكنه سيظل بجانب الأمين العام المقبل. وقال العماري،وفق ذات المصدر، أن "استقالتي من الحزب كانت سياسية وليست تنظيمية، وهي تجاوب مع أعلى مؤسسة في البلاد"، مضيفا أن "الملك في خطاب العرش تحدث عن المشهد السياسي، في حين أن جميع الأمناء العامين للأحزاب اعتبروا أن الخطاب غير موجه إليهم، وكأنه كان يخاطب الموزمبيق." وأستطرد العماري: "أنا الوحيد الذي لم أعلق على الخطاب الملكي، وقد صدمت بتصريحات زعماء أحزاب وتحريفهم للخطاب"، متابعا "استيقظت يوم الاثنين الذي قدمت فيه استقالتي ولم أكن أفكر فيها"، قبل أن يقطر الشمع على عدد من زعماء الأحزاب على رأسهم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، وحميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال: "كنت أنتظر قادة الأحزاب التي شارفت على نهاية ولايتها وعقد مؤتمراتها أن تقوم بالمبادرة وتقدم استقالتها لا استقالتي، وقد أحرجت في مكانهم." وشدد زعيم "البام"، وسط تصفيقات أعضاء المجلس الوطني، على أنه بعد الخطاب الملكي لعيد العرش "اتصلت بزعماء أحزاب لتقديم الاستقالة جماعية ونتجاوب مع الخطاب الملكي؛ لكنني صدمت بتصريحاتهم لوسائل الإعلام وتحريفهم للخطاب." وأشار رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلى أن "البام هو الحزب الوحيد الذي عبر على نضجه والتزامه، بينما جميع الأحزاب فقدت وضوءها"، مضيفا "أحزاب كبرى لها هوية كبيرة تصارع الوقت لتواجدها ووجودها" في إشارة إلى الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وخلص إلياس العماري أن "المجلس الوطني من له صلاحية قبول استقالتي أو رفضها"، مشددا على أنه "كانت هناك أخطاء، لكننا لم نفشل، لأننا حاولنا أن نحمي البلاد"، في إشارة منه إلى عجز الأحزاب الأخرى على رأسها الاستقلال والاتحاد في مواجهة حزب العدالة والتنمية، حيث تعيش صراعات داخلية وتنظيمية.