يحتضن متحف النخيل بمدينة مراكش في الفترة من 8 الى 28 أبريل الجاري معرضا للفنان التشكيلي عبد السلام أزدم بعنوان "حلم مزدوج". وترتبط الأعمال الفنية للفنان التشكيلي والنحات العصامي عبد السلام أزدم بالحالات الروحانية للباحثين بشكل عام في العلوم، والفلسفة، والفنون والثقافة. شخوصه، كما جاء في ورقة تقديمية للمعرض، "أجساد تنتابها حالة تفكير وتأمل وانفعال"، فهي تقدم نفسها من خلال الجزء الأعلى الذي يغطي القلب والروح، وغالبا ما تحيط بها مظاهر وأشكال هندسية مثل المثلث، والمربع، والدائرة، والمنحنيات، والمستقيم، والنقطة. يشتغل أزدم بشكل مستمر على المادة، فهو يطوع الرمل الحجري كي يحوله إلى منحوتات بعد طهيه على نار ملتهبة، ويعد الورق المعجن للوحاته التي يقدمها على القماش أو نسيج الخيش أو الخشب كي يدمجه في أعماله الإبداعية. تقوده طرائقه الفنية، اليوم، نحو العمل على دمج الصباغة والنحت، والانفتاح على فن الإرساء حاليا. اختار أزدم المربع كسند للصباغة بكل حمولته الرمزية (التصورية) المثالية، واختار الرمل الحجري والسيراميك والبرونز لمنحوتاته كي يعيد إبداع عالم خاص به. وتأخذ أعماله على عاتقها تجسيد المثالي، وتجريد المجسد. ازداد عبد السلام أزدم بمدينة تازة سنة 1952، وترعرع بمراكش والدار البيضاء. حصل على إجازة في السوسيولوجيا بالرباط سنة 1982، وظل يدرس الفلسفة إلى أن غادر سلك التعليم منذ 2005. وقد ظل عضوا فاعلا ومتدخلا بمحترف التأمل الإستيتيقي بمعهد الفنون الجميلة بالدار البيضاء إلى حدود 1998.