عاشت المحطة الطرقية لطنجة مساء أمس الخميس، حالة من الاستنفار الأمني الغير مسبوقة، بعدما ضبطت الشرطة العاملة بها، كمية من مخدر الكوكايين المركز، وأقراص ريفوتريل المهلوسة (القرقوبي)، بالإضافة إلى العثور على رضيع ذكر حديث الولادة متخلى عنه في ظروف لا إنسانية، وهي العمليات الأمنية التي تأتي في إطار عمل وقائي متسم بالحنكة واليقظة العالية والمواكبة الحثيثة لحشود المسافرين من قبل أمن المحطة. وحسب مصادر الجريدة، فقد أسفرت العملية الأولى عن ضبط 175 قرصا مخدرا من نوع "ريفوتريل" المعروفة في أوساط المدمنين ب "مدام كوراج" أو "حبوب الشجاعة" لدى شخص يدعا (ي.أ)، من واليد سنة 1989، كان ينوي نقلها معه إلى مدينة مكناس لترويجها هناك، حيث تم توقيفه بعد اشتباه الضابط المشرف المباشرة على مخفر شرطة المحطة في تحركاته المريبة داخل الحافلة المتوجهة إلى العاصمة الإسماعيلية في حالة تلبس بحيازة هذه الممنوعات. أما العملية الثانية، فقد أسفرت عن ضبط كمية من المخدرات القوية تقدر بأكثر من 100 غرام من الكوكايين المركز، والتي تم حجزها لدى شخص (خ.و)، من مواليد سنة 1994، بينما كان يستعد للسفر على متن حافلة متوجهة صوب مدينة مراكش، وذلك بعد إخضاعه للجس الوقائي والتفتيش الدقيق لأغراضه الشخصية داخل المخفر. الضنينان رفقة المحجوزات، تمت إحالتهما على الشرطة القضائية لوضعهم تحت تدبير الحراسة النظرية لتعميق البحث معهما حول مصدر تلك الممنوعات، والكشف عن باقي الشركاء المفترضين من طرف المصلحة، قبل تقديمهم أمام النيابة العامة المختصة في حالة اعتقال فور الانتهاء من هذه الأبحاث. إلى ذلك، وفي عملية منفصلة، عثر مساء نفس اليوم، على طفل رضيع حديث الولادة، بعدما تخلت عنه والدته لدى إحدى المسافرات التي كانت رفقة ابنتها في ظروف غير محددة. وحسب ذات المصادر دائما، فإن فتاة في العشرينيات من العمر، طلبت من إحدى السيدات المسافرات الاعتناء برضيعها لبضع دقائق حتى يتسنى لها الدخول إلى مرحاض المحطة، غير أن الأم الشابة المفترضة، اختفت عن الأنظار بصفة نهائية، بعدما تركت الرضيع لدى السيدة المعنية، هذه الأخيرة وبعد طول انتظار للسيدة التي تأخرت في الرجوع من المرحاض، اتصلت بضابط أمن المحطة للتبليغ عن الأم والرضيع المتخلى عنه، حيث تم نقله إلى دار رعاية الأيتام و الأطفال المتخلى عنهم، فيما فتحت الشرطة القضائية، تحقيقا موسعا حول ظروف وملابسات الحادثة، من أجل التوصل إلى هوية الأم صاحبة الفعلة التي يرجح أن يكون الدافع لها هو التستر على علاقة غير شرعية كان ضحيتها هذا الرضيع البريء من أجل التخلص منه ومن الفضيحة. وأكدت نفس المصادر، بأن هذه العملية الأمنية النوعية وغيرها التي تقوم بها شرطة المحطة، وباقي المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن طنجة، تندرج في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني لمكافحة الجريمة بمختلف صورها وأشكالها، خاصة ترويج المخدرات بشتى أنواعها الضارة بالصحة العامة للمواطنين.