قدم محمد جبرون، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية وأحد مؤسسيه البارزين، والأستاذ الباحث في التاريخ وقضايا الفكر السياسي، استقالته صبيحة اليوم الاثنين، لمحمد خيي، الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بمدينة طنجة، بسبب ما وصفه بالسقوط الأخلاقي الفظيع لأبناء الحزب، بعدما جر عليه مروره في برنامج تلفزيوني نهاية الأسبوع الماضي، سيلا من الانتقادات. وأكد جبرون أن استقالته ليست بسبب تحول في قناعاته الفكرية، ولكنها احتجاج على ما وصفه بالسقوط الأخلاقي الفظيع لكثير من أبناء الحزب، وشذوذهم عن منهجه، وكيلهم التهم لشخصيه، وطعنهم في عرضيه، دون أن يكلف أحد من قيادات الحزب نفسه لاستنكار هذه الهجومات المتكررة التي تنال منه، وقال أنها استهدافات أصبحت تؤثر على محيطه العائلي. ونشر جبرون، قبيل تقديمه لاستقالته بساعات قليلة، تدوينة على حسابه بالفيسبوك، يحمل فيها بنكيران المسؤولية السياسية في تعثر مشروع "الحسيمة منارة المتوسط"، والتي عصفت التحقيقات في اختلالاته بأربعة وزراء في الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني، وخمسة مسؤولين آخرين. وأوضح جبرون عبر نص الإستقالة، أن هذه الاستقالة التي قررت أخيرا أن أقدمها لكم، ليست تحولا في قناعاتي، وليست استدراكا على وعيي بمسؤولياتي الحضارية، التي أنا لا زلت مستمرا في القيام بها من موقعي الجديد كمثقف، بل هي احتجاج على السقوط الأخلاقي الفظيع لكثير من أبناء هذا الحزب، وشذوذهم عن منهجه، وكيلهم التهم لشخصي، وطعنهم في عرضي دون أن يكلف أحد نفسه من قيادة هذا الحزب استنكار هذه الهجومات المتكررة التي تنال مني، وأمست تؤثر على محيطي العائلي. وأوضح جبرون الذي كان قد ضم صوته إلى صوت مصطفى الرميد، داعيا بنكيران إلى الإعلان صراحة بأنه غير معني بنقاش الولاية الثالثة، وأنه لن يكون أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية في المستقبل، لتخفيف الضغط على حزب البيجيدي، وهو ما أجج غضب مناصري ل"الولاية الثالثة" لبنكيران، وعرض جبرون لانتقادات قاسية، (أوضح)، أن ذنبه الوحيد الذي عرضه للانتقادات القاسية من أبناء الحزب، هو تفكيره بطريقة مختلفة، موضحا " قد أخطئ التقدير، قد أجانب الصواب، لكن حتما لم أتواطأ مع أحد يوما لإذايتكم، لم أتآمر مع أحد ضدكم، لم أعرض بأحدكم، لم أشتم، لم أخون، قلت ما يجب قوله في الوقت المناسب بحسب إدراكي، ولم يخطر ببالي يوما أن يكون ذلك سببا في دعوة البعض لمنعي من الحديث، والاعتراض على مشاركتي في برنامج تلفزيوني وكأنني خصم لهم. وكان جبرون قد تعرض لسيل من الانتقادات بسبب موقفه الواضح من ولاية ثالثة لعبد الإله ابن كيران، حيث دعا الأمين العام لحزب المصباح في الإعلان صراحة بأنه غير معني بنقاش الولاية الثالثة، عوض التصريح بأنه لن يرفض الأمر لو طرح عليه من جديد، وهو ما جعله تحت قصف نيران مدفعية أنصار الولاية الثالثة، والذي زادت حدته بعد مروره الإعلامي في برنامج تلفزيوني، حيث صرح بأن ابن كيران يتحمل مسؤولية سياسية في تعثر مشاريع الحسيمة منارة المتوسط. هذا واعتبرت جهات مهتمة بالشأن السياسي المحلي والجهوي، بأن الزلزال السياسي الذي من شأنها أن تحدثه استقالة جبرون من صفوف العدالة والتنمية في هذه الظرفية الحساسة التي يمر منها الحزب على جميع المستويات والأصعدة خاصة على مستوى القيادة، في ظل الحديث عن التمديد لبنكيران لولاية ثالثة وظهور معارضة صريحة وشرسة غير معهودة داخل التنظيم لهذا التوجه، سيكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل ومكانة الحزب محليا ووطنيا، وذلك نظرا لمكانة الرجل الهامة في صفوف مختلف هياكل التنظيم المحلية و الجهوية و المركزية سواء الحزبي السياسي منها، أو الحركي.