تحت شعار" التصوف في لقاء الحكمة عبر العالم: طريق التصوف من المغرب في اتجاه الهند" تنظم جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية الدورة العاشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية خلال الفترة الممتدة من 14 و 21 من شهر اكتوبر الجاري وتسعى هذه التظاهرة الثقافية التي نظمت دورتها الأولى سنة 2007 الى التعريف بالثقافة الصوفية بمختلف تجلياتها الإبداعية والفنية و اكتشاف ثقافتهم وتمكينهم من الوصول إلى الغنى الفني والفكري والروحي و تعزيز الحوار بين الثقافات عبر بناء قنطرة تصل بين الشرق والغرب و بخصوص شعار دورة هذه السنة اشار الصقلي خلال ندوة نظمت بمدينة الدارالبيضاء من اجل تسليط الضوء على الدورة العاشرة و تقديم برنامجها العام اشارإلى "أن طريق التصوف يتقاطع مع شخصيات ينتمون إلى تاريخنا المعاصر كعبدالقادر الجيلاني، وجلال الدين الرومي وآخرين ، بحكم أن إنتاجاتهم الفكرية والصوفية وتعاليمهم تشكل آثاراً حية إلى يومنا هذا يهتدي بها المغرب الأقصى، بل أقصى الشرق، وتحديداً الهند، الأرض التي تجمع المتصوفة الكبار". موضحا أنه خلال هذا العبور الإنساني استفادت الثقافة الصوفية من التلاقح ومن اللقاءات الأدبية والشعرية والفلسفية التي شكلتها خلال مسيرتها الممتدة عبر الأجيال، مؤكدا على ان هذه الصلة القائمة بين التجربة الروحية وتنوع تلاوين تعبيراتها الثقافية والاجتماعية هي ما يسعى المهرجان إلى إبرازها وتصريفها من خلال البرنامج المسطر في كل دورة على حدة. و يتضمن برنامج هذه التظاهرة التراثية التي هي بمثابة "مكان للحج الروحي والثقافي"، أمسيات فنية مفتوحة في وجه العموم في فن السماع لمختلف الطرق منها الطرق القادرية والدرقاوية والحراقية والشرقاوية والوزانية والصقلية. وتتميز دورة هذه السنة من المهرجان الذي أضحى يستقطب مع توالي الدورات العديد من المفكرين والباحثين إلى جانب عشاق الموسيقى الصوفية من المغرب والخارج،برمجة حفلتين، أولاهما عبارة عن لقاء فني إبداعي بين فريدة بارفين ومجموعة المديح والسماع لمحمد بنيس، تكريما للشاعر الأندلسي الصوفي أبو الحسن الشستري، والذي قال عنه بعض الباحثين أنه كان أوَّلَ من استعمل الزَّجل في المعاني الصوفية، كما كان محي الدين بن عربي أوَّلَ من استعمل الموشح في ذلك، وقد أولعَ المشارقة بمقاطع من أزجاله وتغنوا بها في مجالسهم، حتى إن رائعته الشهيرة «شويخ من أرض مكناس» اشتهرت في أقطار المشرق وذاعت بين المشارقة أكثر من حواضر المغرب، إضافة الى القصيدة المعروفة عند أهل الصوفية "أهل الخمرة والعمارة والنية والزهد":وستجمع الحفلة الثانية ألمع الاسماء المغربية في فن السماع