"صدق أولا تصدق".. إنها حقيقة قد يحتار المرء في واقعيتها ومصداقيتها.. حقيقة أن يكون ثمة في المغرب، من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه، قائد يكنس بتراب جماعته الأزبال والنفايات، في مشهد مثير، ويخرج بذلك عن الصورة التي عهدها المواطنون في رجل السلطة.. إنه الشاب محمد ريوش، قائد قيادة أولاد غانم، الخاضعة لنفوذ إقليمالجديدة، الذي كسر "الطابوهات"، والصورة النمطية الموشومة (image stéréotypée) في المخيلة الجماعية، والتي تكرس للمفهوم القديم للسلطة، في مغرب ما قبيل الألفية الثالثة. ففي مبادرة تنم عن حس المواطنة والسلوكات المدنية، شن رجل السلطة الأول بقيادة أولاد غانم، حملة نظافة وتأهيل همت على نطاق واسع مدار مركز جماعة أولاد غانم، وانخرط فيها إلى جانب أعوان السلطة المحلية من شيوخ ومقدمين، وأفراد القوات المساعدة، والفرقة الترابية للدرك الملكي، أكثر من 80 ناشطا وفاعلا جمعويا، ينتسبون إلى هيئات المجتمع المدني.. إلى 6 جمعيات محلية من أولاد غانم، وجمعية من أولاد عيسى، علاوة على متطوعين من مؤسسة تربوية، الثانوية–التأهيلية المسيرة، الذين تواصلوا في لقاءات تحسيسة مع المواطنين والساكنة، حول البيئة وقيم المواطنة والسلوكات المدنية. الحملة المفتوحة، والتي جاءت بمباردة خاصة من قائد أولاد غانم، وسخرت لها إمكانيات، بتموين خاص وتطوعي، ساهم فيها محسنون ومقاولون، ومواطنون حركتهم مشاعر المواطنة والسلوكات المدنية، انطلقت يوم الأحد 17 شتنبر 2017 ، ومازالت متواصلة على قدم وساق، حتى في فاتح السنة الهجرية 1439، وحتى خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقد همت تنقية أشجار النخيل، التي لم تشملها هذه العملية، أزيد من 10 سنوات، وذلك بالاستعانة برافعة، وضعتها جماعة الوليدية، رهن إشارة المتطوعين، وتنظيف المركز التجاري وتأهيل الشارع العام ، وتنظيف وغسل السلخانة، ونقاط بيع اللحوم الحمراء والبيضاء، وصباغة حيطان الشارع العام و"الطرطوارات" باللونين الأحمر والأبيض، وتنقية 20 كيلومترا من جنبات الطريق الجهوية رقم: 301، من الأشجار والأعشاب الطفيلية، وتنقية علامات التشوير الطرقي، بما فيها العلامة التي تشير إلى مركز جماعة أولاد غانم، عند مداخلها، والتي ظلت متسخة،منذ مدة تزيد عن عقدين من الزمن. هذ، وقد تفاعل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، و"الفايسبوكيون"، مع حملة النظافة والتأهيل المتواصلة، والتي شنها، بمبادرة خاصة، قائد أولاد غانم، بمشاركة فعاليات المجتمع المدني، وبدعم خاص وتطوعي من محسنين ومقاولين. حملة كان من المفترض والمفروض أن تقوم بها بشكل دائم ومنتظم، جماعة أولاد غانم، لكونها تندرج في نطاق اختصاصاتها وصلاحياتها ومهامها، التي من أجلها وضع المواطنون ثقتهم في أعضاء هذا المجلس القروي، وأوصلوهم من ثمة، موالاة ومعارضة، إلى هرم تدبير الشأن المحلي العام. وبالمناسبة،فقد وقع الإجماع،في التدوينات على مواقع التواصل و"الفايسبوك"، وبواسطة تطبيق "واتساب"، على القائد الشاب محمد ريوش، الذي تجرد، في سابقة غير معهودة لدى المغاربة، وحتى لدى السلطات الترابية، المركزية والجهوية والإقليمية والمحلية، من زي رجل السلطة الرسمي، وارتدى لباس مواطن عادي، ثم تسلح بمكنسة، وقاد شاحنة "تراكس".. من أجل تنظيف وتأهيل جماعته ومرافقها، بدعم خاص وتطوعي، وبمعية نشطاء جمعويين، وفاعلين غيورين على الوطن، من النفايات والأزبال.. مكرسا بذلك على أرض الواقع المفهوم الجديد للسلطة، وممارسة سياسة القرب والانفتاح على المجتمع المدني، وعلى المواطنين، رعايا صاحب الجلالة، بعيدا عن الكرسي المريح، والمكتب المكيف.