علمت "رسالة24 " من مصادر مقربة، أن مصالح المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بطنجة أصيلة، قد فتحت أمس الأربعاء، تحقيقا حول تناول بعض مواقع التواصل الإجتماعي ل"فضيحة" تعنيف معلمة مشرفة على التقاعد تسمى (ن.ر)، لتلميذ يتابع دراسته الابتدائية بالقسم الأول ابتدائي "التحضيري" وذلك في اليوم الأول من التحاقه بالفصل الدراسي للمدرسة الابتدائية الواقعة بمقاطعة مغوغة بطنجة، وقد مده الطبيب المعالج بعد نقله إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس فور تعرضه للإعتداء يوم الإثنين الماضي، بشهادة طبية فاقت مدة العجز المؤقت فيها 15 يوما نظرا لخطورة الإصابة. هذا، وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر من داخل المدرسة مسرح الحادثة، في اتصالها بالجريدة بأن ما قامت به الأستاذة المشهود لها بالكفاءة والإنضباط والإخلاص في عملها، كان ردة فعل في ساعة غضب عابرة دون نية إحداث أي أذى أو ضرر جسدي للطفل الضحية المسمى (م.ب)، الذي لم يكمل بعد السنة السابعة من العمر، وبأن تناول الموضوع كان مبالغا فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا أن الحادث قد يقع في أي مؤسسة أخرى في إطار الدخول المدرسي الجديد وما يرافقه ضغط وانشغالات بمدرسة يفوق تعداد تلاميذها 200 تلميذ وتلميذة، وتعاني الاكتظاظ في الاقسام بأكثر من 45 تلميذ في القسم، فقد شدد والد الضحية من جهته بأن المعلمة اعتدت على ابنه بشكل متعمد، بعدما وجهت له صفعة قوية على وجهه، لمجرد تحركه وبشكل عادي تبعا لمقتضى العمر داخل فضاء القسم، مشددا استنكاره للواقعة واستغرابه من استمرار هذه الممارسات العنيفة البائدة، والتي أصبحت غير مقبولة في وقتنا الراهن بالمدرسة المغربية، معتبرا أن استقبال التلاميذ الصغار بالعنف، خصوصا الملتحقين الجدد ولأول مرة بالمدرسة في بداية الموسم الدارسي، سيجعلهم ينفرون من التعليم، ويكرهون المدرسة العمومية، خاصة وأن التعنيف يسبب أضراراً بدنية ونفسية عميقة للمتعلمين، قد تؤثر سلبا على مستواهم التحصيلي، وترافقهم خلال طول مشوارهم الدراسي سواء على المدى القريب أو البعيد، علما أن قواعد التربية الحديثة وبنود اتفاقية حقوق الطفل التي وقعه عليها المغرب، وبعض القوانين المغربية والمذكرات الوزارية الرسمية كلها تمنع العنف ضد التلاميذ. وعزا خبراء التربية، اللجوء إلى الضرب، إلى عدم قدرة المعلم على ضبط سلوك التلاميذ داخل القسم باستعمال الطرق التربوية الحديثة، ووسائل الضبط المعنوية، أو عدم نجاعة هذه الطرق مع بعض التلاميذ المشاغبين والمتهاونين، كما بمكن للعنف أن يكون في بعض الحالات مجرد تفريغ نفسي لأشكال الضغوط الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها أغلب الكوادر التربوية، داعية الوزارة إلى أن تعمل بجدية ومسؤولية أكثر لمراقبة الحالة الصحية للتلاميذ بصفة دورية، والحث على تفعيل التقنيات والنظريات التربوية الحديثة والمناسبة في التدريس.