وجد عدد كبير من مسافري المحطة الطرقية لمدينة مراكش أنفسهم، صباح أمس الأربعاء، محاصرين لمدة ساعة كاملة ابتداء من الساعة 8.30 إلى حدود الساعة 9.30 داخل المحطة، بعدما عمد سائق حافلة قادمة من مدينة الصويرة نحو خريبكة إلى إحكام باب المحطة وإغلاقه ومنع مرور حافلات المسافرين، بسبب دخوله في نزاع مع صاحب حافلة أخرى كانت ستنطلق من مدينة مراكش في اتجاه مدينة تادلة حول من له الأحقية في بعض الركاب. وأفادت مصادر من داخل المحطة، أن الحافلتين في ملكية عائلة واحدة، وان صراعا قديما يتجدد بينهما كلما تصادفا في المحطة ولأسباب واهية، لا تتطلب كل هذه النزاعات المصطنعة. وفي اتصال هاتفي بمصطفى الحلوي رئيس جمعية الحمراء لأرباب نقل المسافرين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، قال إن المحطة الطرقية تعيش فوضى لا مثيل لها، وكلما بحثوا عن وجود صيغة لفرض النظام يصطدمون بعراقيل مفتعلة، مضيفا أن أبواب المحطة تغلق يوميا وفي اي لحظة بسبب النزاعات بين أصحاب الحافلات، وذلك لغياب مجلس إداري قوي للمحطة وأن مدير هذه الأخيرة مغلوب على أمره، بسبب وجود أطراف يتكونون من ثلاثة أعضاء يرفضون خلق النظام لأن في الفوضى توجد مصلحتهم الخاصة. وأكد رئيس الجمعية المذكورة في التصريح ذاته، إن رئيس مجلس الإدارة يتلقى يوميا عبر هاتفه تهديدات بالحبس من طرف جهات مجهولة، موضحا أن غياب الشرطة والأمن يلاحظ بالملموس، وذلك راجع لكون مسؤوليتهم لحفظ الأمن تنحصر خارج المحطة وليس بداخلها. وأبرز مصطفى الحلوي في معرض تصريحه أن الجمعية راسلت محمد فوزي والي جهة مراكش تانسيفت الحوز من أجل عقد اجتماعات موسعة لاقتراح مبادرات حقيقية ووجود حلول ناجعة لما تعيشه المحطة الطرقية من فوضى يومية، إلا أن كل المراسلات وجدت آذانا صماء وعدم تفاعل الوالي المذكور مع هذه الطلبات، وأن أرباب النقل والعاملين في القطاع يجهلون الأسباب الحقيقية التي يعرفها ملف المحطة الطرقية وما تعيشه من فوضى عارمة من تجاهل كبير من طرف الجهات المسوؤلة، كما هددوا في هذا السياق بالخروج إلى الشارع في حالة إذا استمر الوضع كما هو عليه. إلى ذلك حاولنا الاتصال بإدارة المحطة الطرقية بمراكش، لاستقراء رأيها حول هذا الحادث والفوضى التي تتخبط فيها المحطة، إلا أن محاولتنا بائت كلها بالفشل.