في سؤال شفهي موجه لوزير الصحة، تناول المهدي زركو مساء أول أمس الثلاثاء موضوع "الوضعية المزرية للمستشفيات بالأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث أكد زركو أن تجديد طرح هذا الموضوع الذي سبق له أن وضعه بصيغ مختلفة، اتخذ شكل "ملتمسات مرفوعة من المجالس المنتخبة، و شكل الأسئلة المطروحة داخل البرلمان، فالإحاطات ثم المناقشات داخل اللجان الدائمة، تبقى دليلا على أمرين لا ثالث لهما، إما أن الحكومة تعلن عجزها عن مواجهة الأعطاب المزمنة لقطاع الصحة عموما، وبالأقاليم الجنوبية على وجه التحديد، أم أن هناك استخفافا بصوت المنتخبين ونكرانا للواقع المعيش". وأضاف عضو فريق الاتحاد الدستوري "وحتى أكون مباشرا وعمليا في سؤالي هذا، وحتى نخلي - كفريق - مسؤوليتنا تجاه التدهور الخطير لوضعية المرافق الصحية بالأقاليم الجنوبية، أود الإجابة الصريحة عن أسباب استمرار الوضع المزري للمستشفيات بالمنطقة المذكورة". من جهة أخرى، لخص المهدي زركو وضعية قطاع الصحة بالأقاليم الجنوبية في وجود "خصاص حاد في الأطباء الاختصاصيين في كل المؤسسات الاستشفائية من كلميم إلى الكويرة، ولا يستثنى من ذلك أي تخصص، والدليل على ذلك نسب المرضى الذين يحالون على المراكز الجامعية بأكادير ومراكش والرباط، وما يعنيه ذلك من تيئيس لمن لا قدرة له على التنقل ومن زيادة معاناة للبقية الأخرى" مشيرا إلى أن "مستشفى بويزكان الذي وضع حجره الأساس صاحب الجلالة منذ سنوات، لازال إنجازه بطيئا وبشكل غير عاد، علما أن بإمكانه أن يغطي نسبا من الخصاص ويطور الخدمات".. كما أكد زركو أن "الغياب التام أو الجزئي لطب الولادة بكل الأقاليم، وما ينتج عن ذلك من أخطار مرتبطة بصحة الأمهات والأطفال عند الولادة، ونخص بالذكر أقاليم طاطا وطانطان والسمارة وآسا يبقى من العلامات البارزة والمحزنة" فضلا عن "انعدام تام للطب النووي، والاختصاصات، والمرافق اللازمة للتكفل بالعلاجات عن الأمراض المزمنة والخطيرة، وكذلك الأمراض المعدية كداء فقدان المناعة المكتسبة"، إضافة – يقول - إلى تدهور لحالة البنايات والمعدات وخصاص واضح في الأطر شبه الطبية" و أوضح عضو فريق الاتحاد الدستوري بمجلس المستشارين أن "المراكز الطبية في العالم القروي بالجهات الجنوبية الثلاثة، هي مجرد بنايات فارغة ومغلقة ومتخلى عنها، لعدم تحمل قطاع الصحة المسؤولية في تجهيزها وتوفير الموارد البشرية لاشتغالها" كما أن "تفشي ظاهرة الرشوة و الزبونية والغياب المزمن داخل المستشفيات، تظل من الظواهر الراسخة و المؤثرة سلبا على نفسية المرضى وذويهم". و لم يكتف المهدي زركو بتقديم هذه الصورة القاتمة عن الوضعية الصحية بأقاليمنا الجنوبية، و إنما أضاف صورا أخرى قاسية جدا، كانعدام المواكبة النفسية للمرضى في ظروف صعبة، وانعدام مرافق إيواء لذوي المرضى سيما الأمراض المزمنة، و وجود خصاص في سيارات الإسعاف". و في هذا السياق قال زركو إن "الوضع الخطير، وقد سبق لنا وأن التمسنا من الوزير زيارة ميدانية من خلال إحاطة علما قدمناها في الأسابيع الماضية، ولكننا لازلنا ننتظر ونتمنى أن نستحضر جميعا ضرورة تظافر الجهود بتنسيق تام ما بين المجالس المنتخبة والقطاعات الحكومية ذات الصلة، وعلى رأسها قطاع الصحة، وكذلك السلطات المحلية، لأن الوضع لم يعد يحتمل أي تأخر يذكر" متسائلا "عن منظور الوزير الوصي حول هذا التشخيص الذي قدمناه والعلاج الذي يقترحه".