شكل الحراك السياسي المغربي محطة مفصلية مهمة في التاريخ الحديث. ولم تكن منظمة الشبيبة الدستورية بمنأى عن ارهاصات التأسيس لمرحلية جديدة بعد الربيع العربي.في زمن التحولات الإقليمية والعربية والدولية, التي أسقطت أنظمة سياسية قمعية ' ديكتاتورية و غير ديموقراطية وأعادت الشرعية لإرادة الشعوب المسلوبة,لإسماع الأصوات المبحوحة وافساح المجال لقوى جديدة لتدبير الحكم الذي دفع كلفته الشعوب المقهورة. أرواح من خيرة الشباب العربي. وتاثرت شبيبة الاحزاب المغربية بالصدى المدوي بالثوراث العربية و ارتفعت أصوات شبابية مطالبة باحداث التغيير المنشود داخل بنيتها التنظيمية. و نحن كشبيبة دستورية ما زلنا نرافع و نطالب بالاصلاح الديموقراطي و التغيير الإجتماعي' كأفق لتمكين الشباب المغربي من حقوقه الأساسية الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والبيئية و الحق في العيش الكريم, وباعتبار الشبيبة الدستورية رافد أساسي للحزب وذراعه التنظيمي الموازي ورافعته الإستراتيجية لضمان السيرورة الهيكلية و افراز نخبة شبابية مؤهلة للإنخراط في معركة التغيير والإصلاح الوطني.لقد تفاعلت الشبيبة الدستورية مع مطامح الشباب العربي, و تماهت مع مطالب الشباب المغربي و عبرت عن عمق انشغالها بقضايا الشباب الإجتماعية والسياسية و عكست التحولات في البنى السوسيواقتصادية .ووعيا منا في بلورة تحديات الشباب المغربي على المستويات التنظيمية و الاستراتيجية و المؤسساتية.و تجسيدا لايماننا الراسخ بتخندقنا في مصاف مناصرة قضايا التغيير السياسي والمنافحة عن حقوق الشبيبة,في ارتباط وثيق بمهام استكمال البناء الديموقراطي الحداثي بعد مرحلة الدستور الجديد,الذي دافعنا عنه باستماثة لانه من صميم قناعتنا المبدئية ومرجعيتنا التأسيسية لهرمنا التنظيمية, و قدم حزبنا اقتراحات ذات قيمة مضافة لتعميق الديموقراطية وحقوق الإنسان و صوتنا بنعم , يحدونا الأمل في تنزيل بنودة ومقتضياته, ومازلنا نواصل الإنخراط الفعلي الواعي المسؤول في تقديم النموذج الديموقراطي في تدبير العمل الشبابي المنظم لأنه أساس نجاح أي تجربة سياسية مواطنة, وكلنا يقظة ووعي كبيرين بالتجاوب الملكي الحكيم لمطالب الشعب المغربي, و حماية الديموقراطية الأمنة , التي تهددها مصالح أجندات داخلية و خارجية, و من منطلق دورنا التاريخي في تأصيل الأخلاق الليبرالية الإجتماعية و القيم الوطنية و الإنفتاح الحداثي. مستحضرين راهنية الاوضاع المغربية و موقع الشباب المغربي في أتون حكومة اسلاموية.ولن تتأسس مرحلة التدبير الجديد بمنظمة الشبيبة الدستورية دون احداث القطيعة النهائية مع ممارسات العقلية القديمة و السلوكات المشينة التي أساءت للعمل الشبابي سياسيا و ثقافيا وأخلاقيا.و لن تتحقق أهداف التغيير والتأسيس للمرحلة الجديدة دون التخلص من مرضيات التدبير الماضوي و اجتتاث نفس الأسباب التي أدت الى نفس النتائج. إن المسار النضالي للشبيبة الدستورية, لمحطة مضيئة في المنظمات الشبابية الحزبية, مستنيرين بالرؤية الملكية السديدة وبالمنهجية الديموقراطية في تدبير الحكم الرشيد, و ملتفين حول توابث الأمة ومقومات الإجماع الوطني ' فالدستور الجديد الدي حظي بالإجماع الوطني بين الحاكمين والمحكومين,يعد مدخلا أساسيا و بوصلة واضحة لضبط اتجاهات السبيل الامن. و يشكل تعاقد اجتماعيا وسياسيا, لعهد جديد يجعل المسألة الشبابية في صلب اهتمامات السياسات العمومية, وهذا لن يثمر مراميه دون التنزيل الفعلي لبنود الدستور الجديد , الدي يعرف تعثرا وتلكؤا , لا يستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة ولا يخدم قضايا الشباب المغربي, ولا يراعي ضمان الحقوق الأساسية' ما نبتغيه بملحاحية العمل على مأسسة العمل الشبابي في اطار من التنوع الثقافي واللغوي' و تمكين المشاركة السياسية للشباب وتقوية تمثيليته في مراكز القرار التنفيدي. و احترام المقاربة التشاركية التدبيرة التي نص عليها الدستور المغربي. واذا كان النقذ الذاتي سجية محمودة من أعلى درجات التواضع السياسي, يجعلنا كشبيبة دستورية ,نستشعر مسؤولياتنا التاريخية أمام الوطن , من خلال استقراء قراءة متأنية للسياق السياسي و المخاض التأسيسي للشبيبة الدستورية, يفرض علينا مضاعفة الجهود و توحيد الصفوف وترصيد الوحدة والانسجام خدمة للوطن ولشبابه في مغرب ينعم بحقوق وحريات موسعة مسؤولة ومواطنة. و تعميق الحوار الديموقراطي بأخلاق عالية ونكران الذات وتذويب المصالح الشخصية وتغليب المصالح الحيوية للشباب المغربي, لقد شرعنا في منظمة الشبيبة الدستورية باقرار الديموقراطية الداخلية وفتح المجل للرؤى المخالفة في اطار الإحترام المتبادل وانضباط الأقلية لمنطق الأغليبة وفق الأعراف الديموقراطية دون إقصاء او تبخيس رأي أو فكر مضاد, استلهاما لقاعدة الإختلاف ليس هو الخلاف , والخلاف لا يفسد الود. و أبدى حزبنا لإرادات حسنة لرفع الوصاية المرضية عن منظمة الشبيبة الدستورية و تمكينها من الإستقلالية, فب اطار الوحدة والإنسجام حول تبني المواقف السياسية الكبرى للحزب حول قضايا وطنية و عربية ودولية, فالقطاع الشبيبي لا يمكن الإستهانة به أو التضحية بتاريخة النضالي او تدبيره بعقلية إستبدادية و سياسة تمييزية أو القفز على مجهودات مناضلين شباب أشاوس لتحديث العمل الشبابي الحزبي, ولن يكتسب الخطاب السياسي الحزبي مصداقيته الشعبية والتنظيمية دونما تكريس الديمواقراطية الداخلية وضمان استمرارية النخب الشابة من أجل الإضطلاع بأدوار التكوين والتأطير' والجاهزية لخدمة الصالح العام , وا رتقاءا بأداء منظمة الشبيبة الدستورية , لتحديث أسلوب التواصل السياسي ومأسسة المنظمة, بابداع تصوارت متقدمة' بقيادة شابة وطموحة تضع نصب أعينها أهمية القطاع الشبابي في إفرازنخب جديدة بتكوين سياسي متبصر و بحكامة تدبيرية سلسة . لقد كان للقاء التواصلي الذي عقدناه بالرباط ,كشبيبة دستورية برئاسة المسؤول الوطني عن التنظيمات و المنتديات. وركزنا على أهمية المنتديات والمنظمات الشبابية في تعزيز البنى التنظيمية للحزب و كقوة اقتراحية وابداعية في مجال السياسات العمومية والمرافعة عن هواجس وحرقة الشباب المغربي من الصحة و التعليم والشغل ,السكنى, وحذنا من مغبة الإنزلاق و الإجترار الأعمى وراء الفكر الظلامي والعدمي والتيئيسي, لتقويض الأسس الديموقراطية المؤسساتية, و عبرنا عن انشغالنا العميق لسوء التدبير الحكوم لانشغالات الشباب المغربي و استثمارهم كمخزون انتخابوي, و استغلال الخطاب الدينيو الأخلاقي لدغدغة العواطف بدل الإنكاب الفوري والميداني على حل المعضلات الإجتماعية التي تؤرق الشباب المغرب, و تجعله يتجرع مرارة الإنتظارية القاتلة من مستقبل مجهول وغامض, فالشبيبة الدستورية , في مقاربتها التصورية للمسألة الشبابية, ليست من منظور خطاب تمجيدي حماسي أو نزوة عابرة عاطفية , أو حاجة سياسية مرحلية , بقدرما هو مبدأ لا محيدعنه و لو قيد أنملة, على أساس من الصلابة والرسوخ , من أجل بناء دولة الحق والقانون والمؤسسات, بنخب شابة تشكل بنية هرمية موسعة في التعداد السكاني المغربي, يجمعنا حب هذا الوطن الكبير من أجل تأصيل قيم المواطنة في نفوس الشباب والتربية السياسية الأخلاقية والعمل تحت القيادة السامية لعاهل المغرب المفدى , في اطار توحيد الأهداف و إن اختلفت الرؤى. وعاشت منظمة الشبيبة الدستورية كالطود الشامخ فوق القمة الشماء ,لا تكترث الى فحيح الأفاعي الرقطاء و طعنات الغذر و الهدم و بعزيمة متينة وارادة صلبة نشق طريقنا نحو مغرب جميع المغاربة ' متشبتين بالقيم الإنسانية النبيلة و بالمنهج الليبرالي الإجتماعي للخروج من الأزمات ' بخطاب حضاري وعلمي رزين, بعيدا عن الديماغوجية والتغليط والمراوغة , والبقاء للأصلح وليس للقوي.