تقدم المسمى (ا.ح) إلى الدوائر المعينة بتاريخ 30 يناير 2013 ببلاغ رسمي مفاده أن ابنه الشاب(م. ح) المزداد سنة 1992 والمنقطع عن الدراسة قد اختفى في ظروف غامضة منذ يوم 28 من نفس الشهر ولم يظهر له أثر ولا خبر ملتمسا اجراء بحث عنه لفائدة اسرته دون الافصاح عن كونه استفسر رفاقه الثلاثة ( ا . ه ) المزداد سنة 1991 و( ي. ز) من مواليد 1992 و(س. ب) المزداد سنة 1991 وهم تلاميذ عن مصيره حيث اخبروه بانهم تركوه بارجاء المنطقة الحضرية حمرية صحبة بعض اصدقائه الاخرين للقيام بالفسحة والتجوال وبانهم في المرة الثانية اوهموه بانه ربما سافر الى ضواحي تطوان قصد الراحة والاستجمام وبانهم سيلحقون به ليعودوا جميعا الى الديار دون ان يدرك بان كل هذا وذلك كان مجرد سيناريو حبكوه فيما بينهم لاخفاء واقع وحقيقة ما جرى وما فعلوه هم الاربعة في ذلك اليوم المشؤوم والذي يندرج في خانة طيش وتهور طائفة من الشباب وتفريط اولياء امورهم . وأمام هذه الأقوال والمواقف التي تعلوها الشكوك فقد أحليت مسطرة البحث الأولي على أفراد الفريق الجنائي الثاني بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بامن مكناس الذين فتحوا تحقيقا في الموضوع حيث استمعوا للاب السالف الذكر الذي باح لهم بما سمعه من اصدقاء ولده من روايات متضاربة ثم اولئك الفتيان الذين بعد محاصرتهم بالاسئلة العميقة والمحرجة فقد اعترفوا بأنهم والمختفي احتسوا كمية من النبيد بحي البساتين واستقلوا حافلة النقل الحضري المتوجهة الى حمرية والتي ضايقوا وازعجوا سائقها والركاب الذين كانوا على متنها و الذين اجبروهم على مغادرتها تحت طائلة ابلاغ الشرطة للقيام بالمتعين في حقهم مما اضطروا معه الى النزول منها في محطة الوقوف القريبة من دار الشباب بشارع محمد الخامس وفي تلك الاثناء قام (م . ح) الذي افرط في شرب الخمر بسرقة هاتف محمول من احدى الفتيات على مرآى من المواطنين الذين طاردوهم مما جعلهم يلوذون بالفرار في اتجاهات مختلفة حتى لا يتعرضون لما لاتحمد عقباه الشيء الذي على اثره انقطع الاتصال مؤقتا فيما بينهم. وعلى ضوء المعلومات الأخرى التي أدلى بها المصرحون وأفادت بعض شهود العيان فقد حدد رجال الضبط المكان الذي قصده (م.ح) والمتمثل في فيلا مهجورة على مشارف شارع الامير مولاي عبد الله وزنقة المريينين مملوكة لاحد الاثرياء (...) والتي بعد معاينة ما تبقى من مرافقها وإطلالها والتنقيب بالبئر السحيق الذي يتوسطها والذي يصل عمقه الى حوالي 24 مترا نصفها مغمور بالمياه فقد اكتشفوا يوم 3 فبراير 2013 جثة ذلك الشاب متحللة والذي على ما يبدو حاول الاختباء لبعض الوقت بداخله ريثما تمر العاصفة لكنه زلت يداه وقدماه فانزلق الى الاعماق ولقي حتفه غرقا في غيابات ذلك الجب وفي الوقت الذي سلم جثمانه الى والديه فقد تم يوم 5 من الشهر الجاري تم تقديم شركائه الثلاثة اعلاه امام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالعاصمة الاسماعيلية التي تابعتهم من اجل السكر العلني والمشاركة في السرقة و امرات بوضع الاول و الثاني رهن الاعتقال الاحتياطي و احالتهم جميعا على هيئة قضايا التلبس بذات المحكمة للنظر في امرهم طبقا للقانون و الجدير بالذكران المنطقتين الحضريتين (حمرية والمنزه) توجد بهما منذ اعوام طوال مضت وحتى يومنا هذا عدة بنايات مخربة ومهجورة غير محروسة أو مسيجة يرتادها المنحرفون والمتسكعون وتقع فيها مصائب شتى خلال الليل وفي واضحة النهار والحادثة الحالية مثال على ذلك.