ما زال اكتشاف جثة شاب في بئر بفيلا مهجورة بوسط مدينة مكناس، منذ بداية شهر فبراير الجاري، يشغل بال الرأي العام المحلي بالعاصمة الإسماعيلية، وسط تضارب في الروايات، وتشكيك عائلة الشاب المتوفى في رواية الأمن. وأثار العثور على جثة الشاب وسط بئر بفيلا مهجورة حالة استنفار في ولاية أمن مكناس، بداية الشهر الجاري. وأعاد متاعب المواطنين مع ارتفاع نسب الجريمة في أحياء المدينة إلى الواجهة. وكانت جنازته قد حظيت بحضور مهم للمواطنين، وتداول شبان «الفايسبوك» قصة وفاته بشكل واسع في منتدياتهم، وقدم على أنه شاب مسالم، ويحب الرياضة. وأرجعت مصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن مكناس ملابسات الوفاة إلى كون الشاب، المسمى «ح.م»، قد سرق هاتفا خلويا من إحدى الفتيات بالشارع العام، وحاول الاختباء فرارا من قبضة رجال الشرطة والمواطنين الذين عمدوا إلى مطاردته، لكنه فقد التوازن وسقط في بئر يبلغ عمقها حوالي 50 مترا، مما أدى إلى وفاته. وكان والد الشاب المتوفى هو الذي اكتشف أمر الجثة في البئر، وأخبر السلطات. وبعد نقل الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، أمر وكيل الملك بتشريحها بعد غياب أي أثر عنف أو اعتداء على الضحية. وكثفت الشرطة التحريات في محيط أصدقائه، خصوصا بعد أن بلغ إلى علم المحققين أن اثنين منهم غادرا مدينة مكناس في اتجاه مدينة تطوان بمبرر البحث عن صديقهم، قبل أن يخبرا والد الضحية بأنهما كانا رفقة ابنه بالقرب من مصحة مجاورة للفيلا المهجورة، حين غاب عن الأنظار وهو يطارد أحد الأشخاص المتهمين بسرقة هاتف نقال لشابة كانت قريبة منهم. وصرح الشابان أثناء التحقيق معهما بأنهما كانا في جلسة خمرية مع الضحية بالحي الذي يقطنونه قبل أن يقرروا التوجه نحو وسط. المدينة واتهم الضحية بسرقة هاتف نقال من يد إحدى الفتيات، ولاذ بالفرار نحو الفيلا المهجورة، ويفترض أن يكون سقط في البئر. وتم الاحتفاظ بالصديقين رهن الاعتقال، وتمت متابعة رفيق ثالث في حالة سراح بجنحة عدم التبليغ. وتقدم أسرة الضحية (تقطن بتجزئة مسعودة بحي البساتين) رواية مغايرة حد التناقض مع رواية الأمن. فقد اختفى ابنها عن الأنظار منذ حوالي ثلاثة أيام قبل العثور على جثته في البئر المهجورة، وتم إخطار رجال الشرطة، وتحرير شكاية في الموضوع. وأرشد الأب رجال الشرطة إلى البئر المهجورة بعدما حصل على معطيات تفيد بأن ابنه يوجد داخل الفيلا التي تعتبر من «قلاع» المشردين والمنحرفين، لكن دون جدوى. واعتبرت أسرة الشاب أن رواية اتهام ابنها المتوفى بالسرقة خارجة عن السياق، وقالت إنه لم يعثر على أي هاتف خلوي بحوزة الشاب المتوفى غير هاتفه النقال. ولم تستبعد أسرة الضحية أن يكون ابنها تعرض للقتل. وتراهن على قضاء التحقيق بمحكمة الاستئناف لتعميق الأبحاث في ملابسات الوفاة.