تمكنت مصالح الشرطة القضائية من فك لغز وجود جثة شاب (م.ح) في مقتبل العمر ( 21 سنة) داخل بئر إحدى الفيلات المهجورة بالمدينةالجديدة حمرية قبالة مصحة في اتجاه ولاية جهة مكناس تافيلالت، خصوصا بعد اكتشاف الوالد لجثة ابنه داخل بئر وإشعاره السلطات المختصة بالأمر بعد مرور خمسة أيام على مغادرته البيت. وبعد نقل الجثة إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس، أمر وكيل الملك بتشريحها بعد غياب أي أثر عنف أو اعتداء على الضحية. وكان والد الضحية قد وضع شكاية لدى مصالح أمن البساتين يوم الأربعاء 30 يناير أي يومين بعد اختفائه دون أن تكثف هذه المصالح من جهودها للوصول إلى معرفة ملابسات القضية حسب تصريح والده للجريدة . فيما قالت مصادر أمنية مسؤولة إن مصالح الأمن قامت بتحرياتها بناء على تصريحات أب الضحية وأصدقائه، مما جعلها تكثف البحث حول محيطه الذي قادها إلى تشديد الخناق على أصدقائه المقربين خصوصا بعد أن بلغ إلى علمهم أن اثنين منهم غادرا مكناس في اتجاه مدينة تطوان بدعوى البحث عن رفيقهم، قبل أن يخبرا والد الضحية أنهما كانا رفقة ابنه بالقرب من المصحة حين غاب عن الأنظار بمجرد ملاحقته لأحد اللصوص الذي سرق هاتفا نقالا لشابة كانت قريبة منهم. وبعد تشديد الخناق على أصدقائه (إ.ه 22 سنة) و(ي.ز 21 سنة) اللذين يتابعان دراستهما بمعهد التكوين المهني صرحا بأنهما احتسيا الخمر رفقة الضحية (م.ح) بالحي الذي يقطنونه قبل أن يتوجه الجميع نحو المدينةالجديدة التي سرق فيها هاتفا نقالا من يد إحدى الفتيات ولاذ بالفرار نحو الفيلا المهجورة، ولربما حاول الاختباء في البئر الموجود فيها ريثما تهدأ عاصفة ملاحقته من لدن المارة لكنه سقط في عمقه الذي يتجاوز 40 مترا. وبعد الاستماع لرفاق الضحية في محضر رسمي، بناء على تعليمات وكيل الملك لدى ابتدائية مكناس، أحالتهما على النيابة العامة في حالة اعتقال في حين قدمت صديقا آخر (س.ر 22سنة) في حالة سراح لعدم إخباره بالواقعة رغم علمه بها. وعلمت الجريدة أن النيابة العامة أحالت بدورها المتابعين في جلسة زوال الأربعاء للنظر في ملابسات القضية. ومن المنتظر أن يطلب دفاع المتابعين مهلة لإعداد دفاعه حسب تصريح أحدهم. تجدر الإشارة الى أن عدد الفيلات المهجورة بالمدينةالجديدة تنامى بشكل مريب، حيث أصبحت ملاذا للمتشردين وذوي السوابق تمارس فيها كل أشكال الانحراف واغتصاب الأطفال واعتراض سبيل المارة، وسلب ما بحوزتهم والاختباء بها كما يمارس فيها ما لا يخطر على البال، دون أن تجد شكاوى المواطنين صدى لدى المسؤولين .