عبر العديد من المواطنين، خاصة في الجهة الشمالية من المغرب، عن تخوفهم من أن تعرف منطقة الشمال فيضانات مشابهة للتي تشهدها المدن الإسبانية، و آخرها مدينة مالقا الإسبانية التي تعيش نفس سيناريو الفيضانات التي عصفت بمدينة "فالنسيا"، والتي خلفت 217 قتيلا على الأقل في أسوأ كارثة من نوعها في تاريخ إسبانيا الحديث. وتنبع هذه التخوفات من القرب الجغرافي من الجارة الاسبانية. وفي هذا الصدد، طمأن سعيد قروق، باحث في علم المناخ، المواطنين المغاربة موضحا أن " المنخفض الجوي الذي خيم على الأندلس بمالقا، قد ضعُف وانتقل إلى المحيط الأطلسي قبالة السواحل المغربية، وسيكون له اثرا إيجابيا على التساقطات بالمغرب، والتي ستظل عادية وخالية من الخطورة، ولن تصل إلى وضع مالقا الخطير. وتقف وراء الفيضانات التي تعرفها إسبانيا ظاهرة مناخية تسمى "النينيا". وهي حسب الباحثين في الظواهر المناخية مرحلة مناخية تتبع انحسار ظاهرة النينيو، وتحدث عندما تنخفض درجات حرارة سطح المحيط الهادئ بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى اضطرابات مناخية شديدة في مختلف المناطق حول العالم. و تؤدي هذه الظاهرة إلى تحولات كبيرة في التيارات الهوائية، مما يعزز تكوين العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة كما شهدتها إسبانيا، والتي تنتج عن تفاعل النينيا مع تيارات هوائية باردة ودافئة، مما يؤدي إلى ارتفاعات سريعة في معدلات الأمطار على مدى فترات قصيرة، وهذا ما يسبب فيضانات مدمرة كتلك التي شهدتها منطقة فالنسيا." ويجزم الباحثين في قضايا المناخ إلى أن المغرب سيشهد هذا العام طقسا متطرفا، يتمثل في تساقط كثيف للثلوج على الجبال والمناطق المرتفعة، وسيشهد المغرب أمطارا طوفانية قد تؤدي إلى فيضانات في بعض المناطق، وخاصة في غرب سفوح الأطلس الكبير والمتوسط، ومناطق الهضاب الوسطى مثل عبدة ودكالة والشاوية. وستتعرض منطقة "الغرب، اللوكوس، طنجة، تطوان، والحسيمة" لفيضانات كبيرة قد تخلف أضرارا واسعة في البنية التحتية.