تم اليوم الإثنين بالرباط، الاحتفاء بالمسار الإبداعي المتميز للكاتب عبد الفتاح كيليطو، خلال لقاء أدبي نظم في إطار الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 11 يونيو الجاري. وتميز هذا اللقاء، بتسليط الضوء على أبرز أعمال الكاتب عبد الفتاح كيليطو الذي فاز مؤخرا بجائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب عن عمله "السرد العربي القديم والنظريات الحديثة"، خاصة إصداره الجديد "التخلي عن الأدب". وبهذه المناسبة، قال عبد الفتاح كيليطو، الذي بصم على مسار أكاديمي وأدبي حافل، إنه يتساءل في عمله الجديد عما إذا كان التخلي عن الأدب ممكنا؟، مؤكدا أنه شخصيا لا يستطيع التخلي عن الأدب، وقد ينشغل عنه ببعض الأمور مؤقتا لبضعة أشهر، لكنه يعود إليه مرة أخرى. واعتبر بذلك أنه لا مفر من الأدب، وأن الكاتب قد يتخلى عن الأدب في فترة من الفترات، لأنه يتطلع لكتابة أدب آخر يكون مختلفا عما قدمه من قبل. وأبرز الكاتب أن "التخلي" قد يكون بحد ذاته موضوعا أساسيا للأدب، مستحضرا في هذا الصدد، مجموعة من الأمثلة لكتاب وأدباء كأبي العلاء المعري، الذي كان قد أنبأ الناس عن اعتزاله الحياة الاجتماعية، غير أنه لم يستطع يوما التخلي عن الأدب. وأوضح كيليطو أنه يستحضر في كتاب "التخلي عن الأدب"، رواد الأدب العربي والغربي من قبيل بورخيس، وثيرفانتيس، والهمداني، والمعري، ورولان بارت، ورومان غاري وغيرهم، من خلال تأملات شخصية. من جهة خرى، لاحظ المشاركون في هذ اللقاء أن هذا العمل كغيره من مؤلفات كيليطو، يفتح أمام القراء نافذة لاكتشاف السرد والتراث العربي، ويمحي المسافات التي تفصل بين الأدب القديم والحديث بسلاسة وبأسلوب واضح ودقيق. وتجدر الإشارة إلى أن عبد الفتاح كيليطو كاتب وروائي مغربي ولد بمدينة الرباط سنة 1945، وحاصل على دكتوراه دولة من جامعة السوربون الجديدة بباريس عام 1982، وألف العديد من الكتب باللغتين العربية والفرنسية، وله دراسات وبحوث منشورة في مجلات علمية وجرائد مغربية وعربية.