أعلن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد عن انطلاق إجراءات تسجيل فنون الفروسية ماطا في قائمة التراث غير مادي لليونيسكو. وقال بنسعيد، في كلمة خلال افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان ماطا الدولي للفروسية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، "بسعادة كبيرة، أعلن اليوم أن الاجراءات قد انطلقت لتسجيل فنون الفروسية ماطا في قائمة التراث غير مادي لليونيسكو، وذلك تماشيا مع الرؤية الملكية السامية الهادفة لتثمين التراث الثقافي المغربي على الصعيد الدولي". وأضاف الوزير، خلال الحفل الذي حضره على الخصوص وزير التجهيز والماء نزار بركة ووزير الصناعة والتجارة رياض مزور ووالي جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد مهيدية وفعاليات مدنية وسياسية، أن "فنون الفروسية ماطا، سيتم العمل على تسجيلها في قائمة التراث غير المادي لمنظمة الإسيسكو" أيضا. واعتبر بنسعيد أن "مهرجان ماطا، نعتبره تكريما لموروث عريق، وهو تراث لا مادي أصيل نفتخر به ونعتز به جميعا"، مشيرا إلى أن هدف الوزارة من هذه المبادرة هو أن يكتشف العالم لعبة فريدة تتطلب الشجاعة والذكاء من طرف ممارسيها، لانها لعبة بثقافة عريقة لمنطقة رائعة. تسمى من طرف سكان جبالة "ماطا". يذكر أن فروسية ماطا منتشرة في جميع أنحاء جبل العلم بإقليم العرائش، حيث يستقبل الفلاحون الربيع من خلال ممارسة هذه اللعبة الفريدة التي تتطلب الشجاعة والدقة والمرونة والذكاء بالإضافة إلى سلاسة و براعة كبيرة من ممارسيها، حيث يتوحد فيها الحصان والفارس، في تناغم تام، للاحتفاء بثقافة عريقة لمنطقة رائعة. وقد أطلق سكان جبالة على اللعبة اسم "ماطا". وتحرص قبائل بني عروس، إلى يومنا هذا، على إحياء هذه التقاليد، وتطبيق قواعد اللعبة بدقة عالية. بعد غربلة حقول القمح، في قرية أزنيد أولا، ثم في مناطق أخرى بعد ذلك، تواكب الفتيات والنساء من القبيلة هذه العملية التي كلفن بها بأغانيهن، وزغاريدهن الشهيرة، التي تمتزج بصوت الغيطة والطبول الذي تشتهر به المنطقة، وهن نفس النساء اللواتي يصنعن، بفضل القصب والأقمشة، الدمية التي سيتنافس عليها أشجع المتسابقين في منطقة جبالة، الجهة حيث فن ركوب الخيل وتربيتها وتدريبها تعتبر خصوصية ثقافية قوية. ويجب أن يركب المتسابقون المشاركون في لعبة "ماطا" دون سروج، مرتدين الجلباب والعمامات. ووفق ا للتقاليد الشفوية، فإن الفائز في لعبة "ماطا" هو الشخص الذي سوف يسحب الدمية من الفرسان الآخرين ويأخذها بعيد ا، باستخدام مهارته وشجاعته، ويحصل على مكافأة رائعة، حيث يصبح زوج أجمل فتاة في القبيلة. من المحتمل أن تكون لعبة "ماطا" مستوحاة من بوزكاشي، وهي لعبة مشابهة ولكنها أكثر عنفا، تم استلهامها، حسب الأسطورة، من قبل مولاي عبد السلام بن مشيش خلال زيارته لابن بوخاري. إن البوزكاشي الذي يمارس في أفغانستان يتعلق بجثة عنزة يتنافس بخصوصها الفرسان بشكل شرس مما يخلف الكثير من الجرحى. ويحتفل هذا الموعد السنوي بثقافة الأجداد التي يتم من خلالها التعبير عن الإحساس بإعادة التأهيل والشعور بالإيمان المتجذر والوطنية كمدرسة صوفية وقيم روحية وعالمية، جميع الإرث الإنساني الذي ورثه القطب الكبير مولاي عبد السلام بن مشيش إلى الشرفاء العلميين، والطريقة المشيشية الشاذلية وسكان هذه جهة الاستثنائية.