مع إقتراب الدخول المدرسي، يحتدم الصراع بين أرباب مؤسسات التعليم الخصوصي، وآباء التلاميذ، بسبب رفض منحهم شهادة الغادرة أو شهادة البكالوريا إلا في حالة أداء رسوم يوليوز، رغم أن الدراسة توقفت نهاية شهر يونيو، حيث اختارت مؤسسات تعليمية خاصة إعفاء الآباء من الأداء، في حين تشبث أغلب هذه المؤسسات بهذه الواجبات، ورفضوا منح التلاميذ شهادة البكالوريا بعد نجاحهم، وأيضا شهادة المغادرة للبعض الآخر إلا في حالة أداء هذه الرسوم. وفي هذا الإطار قال محمد تامر، رئيس فيدرالية جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بجهة الدارالبيضاءسطات، إن هذا الموضوع يشغل بال العديد من الأسر التي اختارت نظام التعليم الخصوصي، تضحية منها للحصول على تعليم يعتقدون أن له مميزات عديدة عن التعليم العمومي. مشيرا إلى أن الموسم الدراسي السابق عرف تمديدا للدراسة إلى غاية شهر يوليوز، مما خلق توترا كبيرا بين أرباب مؤسسات التعليمية الخصوصي وبعض الأسر، وأوضح المتحدث، أن بعض المؤسسات لجأت لحل يرضي الطرفين، فمنها من تنازل عن جزء من الواجب المدرسي، والبعض الآخر تنازل عنه كليا، في حين رفضت بعض المدارس الخاصة منح تسليم الشواهد المدرسية للتلاميذ إلا في حالة آداء شهر يوليوز. وفي هذا الإطار يستنكر المتحدث هذا السلوك، ويعتبره غير تربوي،لأنه يحرم التلميذ من شواهده التي عمل عليها بعناء طيلة السنة الدراسية، والأكثر من ذلك امتنعت بعض المدارس تسليم شواهد البكالوريا للتلاميذ. وتعليقا على هذا السلوك، أكد محمد تامر" نحن لا ندافع على المدارس الخصوصية أو الآباء نحن ندافع عن حقوق التلميذ الذي قدم مجهودا كبيرا طيلة السنة الدراسية وخصوصا الحاصلين على شهادة البكالوريا"، الذين تنتظرهم آفاق عديدة ولهذا من غير المعقول الحجز على الشواهد المدرسية. مشيرا إلى أن هناك طرقا مختلفة يمكن للمدارس وأولياء الأمور سلكها، تجنبهم تفويت الفرص الدراسية التي تنتظر التلاميذ بعد نجاحهم في البكالوريا، من قبيل فرص الالتحاق بمعاهد عليا، التكوين المهني…في حال تم حجر شهادة البكالوريا للتلميذ. وتابع المتحدث أن التلميذ ليس له أي دخل في الشؤون المادية الخاصة بالمدرسة، بل يريد فقط الإطلاع على النقاط التي تحصل عليها بعد سنة كاملة من العناء الدراسي، وهذا يخلق مشكل نفسي لا محالة للتلاميذ، الذي يفقد الثقة أولا في والديه العاجزين عن سداد المستحقات الشهرية، كذلك تصبح نفسية الأب مهزوزة أمام أبنائه، وفي السياق ذاته، يؤكد المتحدث أنه لا يؤيد عدم سداد الآباء للمستحقات الشهرية، مشيرا أن هناك مساطر إدارية يمكن للآباء الذين استعصى عليهم السداد من قبيل الاستعانة بمفوض قضائي أو تقديم شكاية للمديرية الإقليمية التابعة لتراب المؤسسة الخصوصية، مؤكدا أن هذه الأخيرة ستدخل على الخط لإيجاد حل سوي يرضي الطرفين. وفي هذا الصدد يؤكد المتحدث أن فيدرالية جمعية أولياء التلاميذ ،لا تؤيد عدم تسديد الواجب الشهري لكنها تستنكر حجز المدارس الخصوصية على شواهد الخاصة بالتلميذ كرهينة، مردفا أنه لا يعقل أن يسدد تلاميذ السنة البكالوريا شهر يوليوز الذي خصص فقط للامتحان الوطني. وأخيرا وجه محمد تامر نداء لأرباب المؤسسات الخصوصية، قائلا، لابد من استحضار نفسية التلميذ أو التلميذة، ومراعاة نظرة العجز التي سيراها التلميذ بعيون والديه.