تلقت العصابة الحاكمة في الجزائر صفعات من الاتحاد الأوروبي بعد تحرشها الغبي بالقرارات السيادية الإسبانية، وتدخلها في الشؤون الداخلية لهذه الدولة الجارة التي تربطها بالجزائر اتفاقيات ومعاهدات صداقة وحسن جوار، لم تحترمها العصابة كعادتها، وتمادت في العبث بها واستغلال الثقة الإسبانية في الاعتماد عليها، للإضرار بمصالحها والخوض في سياستها الداخلية. وبمجرد أن تلقت العصابة تحذيرات الاتحاد الأوروبي من مغبة تصرفاتها وقراراتها التصعيدية ضد إسبانيا، بعد ثلاثة أيام من دقها طبول الحرب وتسخير إعلامها للنفخ في القوة الجزائرية الضاربة عرض الحائط بكل المعاهدات والمبادلات التجارية، وتسويق بطولات وهمية للشعب الجزائري، انبطحت العصابة للصفعة، وسفت التراب سفا، وأهالته على وجهها، وأنكرت في سابقة ديبلوماسية خبيثة وغادرة لا مثيل لها، أن تكون قد مزقت معاهدة أو قطعت علاقة أو استأسدت على إسبانيا أو هددت بقطع غاز أو معاملات تجارية ومالية، ومسحت سماءها المتلبدة غيوما ومؤامرات بقفاز ناعم ناكر، وكأن شيئا لم يكن، غير أن الشعب الجزائري المغلوب على أمره الذي شحنته العصابة ببروباغوندا تركيع إسبانيا وغزو إسبانيا وتجويع إسبانيا، وانتشى إعلامه ولا يزال بهذه الأكذوبة، كان ضحية غش وتلاعب بمشاعره وتلقى صفعة قوية من عصابة الجنرالات التي تحكمه وتسيء إلى صداقاته وجواره وتجر إليه صنوف الإهانات التي لم يكن له يد في إثارتها، ولا مصلحة في اختلاق النزاعات والحروب الخاسرة. خسرت العصابة رهاناتها في الاستقواء على دول وشعوب المنطقة والقارة الإفريقية، وانتفخت بما فيه الكفاية ليطال شرها دول الاتحاد الأوروبي، فلقنتها هذه الدول في أسرع من مدة جفاف حبر بلاغاتها الحربية والعدوانية، درسا في أخلاق المعاملة والديبلوماسية، وفي كيف يكون الحسم مع قوى الشر والظلام التي لا تعرف إلا ولا ذمة لخير أو صداقة أو جوار أو حوار، بدت العصابة حملا وديعا وهي تتلقى راضية منبطحة حماما ساخنا من الصفعات المتواصلة منذ بلاغ الاتحاد الأوروبي المزلزل والداعم لإسبانيا، لكن الأهم من كل ذلك أن هذا الانبطاح السريع والذل الشنيع تسعى العصابة إلى تسجيله في صحيفة الشعب الجزائري ورميه في وجهه، إمعانا في تحميل الشعب الجزائري عقدة في عهدته، والزج به في مؤامرات جديدة تفلت بها العصابة من العقاب على سوء تدبيرها لعلاقات الدولة الجزائرية بمحيطها الجهوي والقاري والدولي. إن الإنكار السريع للعصابة لقراراتها وبلاغاتها العدوانية على مصالح الشعبين الإسباني والجزائري ومعهما مصالح الشعب المغربي، وبراءتها المزعومة منها، مع أنها قادت لمدة أيام حملات تفسير لقراراتها، وحملات تشويه وعداء للجار الإسباني فاقت كل التوقعات في الفجور وسوء الخلق والأدب والاحترام الواجب للالتزامات المقطوعة والعهود المبرمة، جعل العصابة تبسط أمام الاتحاد الأوروبي كذبا وبهتانا وخديعة تفسيرها لما وقع وحدث، باتهام جهات باختلاقه وتأويله وتوجيهه، وليست هذه الجهات إلا الشعب الجزائري الذي صدق عنتريات العصابة وشُربها لبن السباع والضباع، وركب معها سفينة التطاول والكراهية، قبل أن يستفيق على خبر نزول العصابة من صهوة السفينة ومغادرتها، ضاربة هاربة، لتشير بأصبع الاتهام إلى من صدقوا من أبناء شعبها خدعة القوة التي لا تقهر والدولة العظمى التي لا تُنْهَر، وترمي التطاول على القرارات السيادية الإسبانية في مرمى المحللين السياسيين الجزائريين الذين لم يفهموا وتسرعوا، وفي مرمى الشعب الجزائري الذي خدعته العناوين والشعارات والدعايات التي تبرأت منها العصابة وتملصت جملة وتفصيلا. فهل هناك في العالم أسوأ نظام من نظام هذه العصابة التي تزج بشعبها في المهالك بقيادته إلى حيث حتفه، مع إمساكها بخط الرجعة والإنكار والبراءة لنفسها حماية لمصالحها وممتلكاتها من الأموال في البنوك الأوروبية والإسبانية خاصة، وأملاكها من العقارات والدور والمتاجر في هذه الدول التي تستعديها على الشعب الجزائري؟ يعرف الأوروبيون صورة هذه العصابة في المسيح الدجال عندهم، ونعرفها نحن المسلمين في صورة الشيطان ومَثَله: "إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". فهل نحتاج إلى تدجيل العصابة وشيطنتها، وهي تعلن يوميا عن أنها محور الشر في المنطقة، وعامل زعزعة استقرارها، وخادم الإرهاب المحيق بها، وجالب الأضرار إليها، وقاطع العلاقات والأنابيب والأرحام والصلات بينها، والغالق للحدود، والمحرض على الفتن، والقامع لتطلعات الشعوب إلى الأمن والرخاء والاتحاد، وقبل كل ذلك، المُفقد الجزائر كل مصداقية، والكاذب الخائن الغشاش لشعبه ودولته. أرونا جارا سلم من شر العصابة وتطاولها وتدخلها في شؤونه الداخلية؟ فتونس الخضراء التي ادعى ممثل العصابة في أعلى هرم في الدولة الجزائرية أنها تشبهه، وأقرب إليه من كل دول المنطقة، هي التي صارت عنده في أقل من شهر على تصريحه الأول، دولة في مأزق تحتاج إلى دروس في الديمقراطية، ودعك عن ما أطلقه على ليبيا وموريتانيا من أوصاف التحقير والضعف والهشاشة والتعيير بالخصاص والحاجة والفوضى، وما وصف به إسبانيا من استجداء للغاز وخيانة وطعن في الظهر وتآمر مع العدو، أما هذا العدو الذي هو الجار المغربي شريك كفاح التحرير والدماء المختلطة، والقاعدة الخلفية لحركة التحرير الجزائرية، وأرض لجوء قادتها وإيوائهم، والمدد بالأموال والسلاح والعتاد والرجال، فهو، عند العصابة التي صار إليها اليوم حُكم الجزائر والجزائريين، دولة احتلال وفقر ونقص وجوع ومخمصة ومهلكة، ودولة "هوك" وشعب "المروك"، خصصت له العصابة وزارة موازية ومؤسسة ديبلوماسية خاصة لشتمه وسبه واستفزازه يوميا، لم يسبق لدولة في العالم في عز حروبها الطاحنة أن خصصتها لأي دولة محاربة، إنها "البعثة الجزائرية المكلفة بمسألة الصحراء الغربية" والتي أضيف إليها تلبيسا "ودول المغرب العربي"، فهي منذ تنصيبها وتنصيب جاهل موتور بغيض على رأسها، لم يصدر منها أي بيان عن عمل مغاربي أو زيارة ديبلوماسية للمغرب الكبير، الذي تزعم ابتعاثها إليه، وكل تخصصها هو تعقب المغرب في خطواته التنموية والوحدوية وانتصاراته الديبلوماسية العادلة، بالتسفيه والتشكيك والتحريف والتطاول والوقيعة فيه. سؤالنا إلى هذه العصابة شائنة الرائحة، إلى متى سيتوقف أزلامكم وجلادوكم عن قطع كل ما يربط الجزائر والشعب الجزائري من مصالح ومواثيق وعهود وشراكات مع دول المعمور التي تستدرجونها بالغاز والغازات السامة لمعاداة المغرب، وحينما تعتذر عن التواطؤ معكم في هذا العدوان، ترتدون عليها بالسب والشتم والتهديد بالويل والثبور، وتضحون بكل مصالح الشعب الجزائري والدولة الجزائرية إرضاء لنزعاتكم الانتقامية ونزغاتكم الشيطانية. اليوم إسبانيا وغدا إيطاليا والقافلة تسير في اتجاه مزيد من دعم الحق المغربي، وفتح القنوات والقنصليات والمشاريع الرائدة في الصحراء المغربية، وفي اتجاه مستقبل آخر ممكن في المنطقة لا مكان فيه لأغبياء العصابة المنبطحة ولعنصريتهم المقيتة التي يدفع الشعب الجزائري من أمنه واستقراره ثمن الصفعات تلو الصفعات التي تتلقاها هذه العصابة، وتدفع دولة الجزائر الشقيقة من سيادتها واستقلال قرارها ووحدتها الترابية ثمنه الآخر الموجع والمؤلم لنا جميعا.