على غير العادة وفي وقت وجيز، غصت المواقع الإخبارية بفيض من التصريحات والتحركات المريبة لحكام الجزائر في قالب هستيري يثير من الشفقة والاستهزاء أكثر ما يبعثه من غضب. وتأتي هذه التحركات في خضم الأزمة العميقة التي أوصلت العلاقات المغربية/الإسبانية إلى الحضيض، والتي يمكن أن تنفجر في أية لحظة، حيث أن كل الأنظار تظل معلقة اليوم في انتظار الموقف الذي قد يتخذه المغرب في أية لحظة، ردا على خروج المجرم بن بطوش "سالما" من اسبانيا وعودته إلى الجزائر، في تحد صارخ لأبسط قواعد العدالة ولضحايا هذا المجرم، وخرق مكشوف وخطير لمقتضيات الاتفاقيات المبرمة في إطار الشراكة الاستراتيجية مع المغرب. وأمام الورطة التي وجدت حكومة مدريد نفسها غارقة فيها، والفضيحة الدولية التي تلاحقها نتيجة تواطؤها مع عصابة الجزائر، من خلال الصفقة التي أبرمها الطرفان لإنقاذ هذا المجرم الرخيص، فقد ارتأى "الرئيس" الجزائري، إلا أن يتدخل بصفة استعجالية، في محاولة يائسة لفك الحصار عن أصدقائه الإسبان، وتحويل الأنظار، وإعطاء الانطباع بأنه يتحكم في مقاليد السلطة بالبلاد. ولبلوغ هذا الهدف، لم يكن له من خيار سوى الطريقة الوحيدة التي يتقنها، وهي السفاهة والغباوة السياسية، ومهاجمة المغرب بألفاظ بذيئة ومبتذلة وغير مسؤولة، بعيدة كل البعد عن أبسط قواعد اللباقة الدبلوماسية الجاري بها العمل حتى بين أشد الأعداء شراسة، إضافة إلى التهديد بإشعال حرب طاحنة بالمنطقة. منذ استقلال الجزائر، وفي تاريخ العلاقات المتوترة باستمرار بين المغرب والجارة الشرقية التي "حشرها الله إلى جانبنا"، هذه هي أول مرة، تصل فيها لغة التصعيد، والتهديد والوعيد هذا المستوى الخطير، من طرف "رئيس" لا يملك أي سلطة ولا يعي ما يقوله. المهم بالنسبة إليه هو إرضاء أسياده وأن يكون عند حسن ظنهم به. وهذا ما جعله يصعد باستمرار من لهجته، بدأها خلال "الحملة الانتخابية الرئاسية" بمطالبة المغرب بتقديم الاعتذار عن جريمة ارتكبتها بلاده، ثم فتح المجال لقنواته التلفزية للتهجم على أسياده وأسياد أسياده، وواصل بإصدار قرار رئاسي بليد طرد من خلاله الشركات المغربية العاملة بهذه الدولة، واصفا إياها بأنها "معادية". وأمام المواقف المتعقلة والرزينة التي أبان عنها المغرب، الذي رفض الرد أو الانخراط في أي مسلسل للتصعيد، استمر هذا "الرئيس"، الذي لا يرأس حتى أسرته، في لغة التصعيد والتهجمات المستفزة والدنيئة، إلى أن جاءته الصفعة التي لم يكن ينتظرها عندما فجرت المخابرات المغربية فضيحة بن بطوش، التي أبان المغرب من خلالها أنه على علم بكل كبيرة وصغيرة بما يحدث في أعلى المستويات سواء بالجزائر أو إسبانيا. هذه الفضيحة هي التي أصابت أعداء المغرب، وفي مقدمتهم جنرالات الجزائر بالسعار، فكان لا بد لهم من القيام بعمل ما للتخفيف من وطأة الصدمة والظهور أمام شعبهم وكأنهم في موقع قوة. لذا، أمروا كركوزهم باللجوء لمجلة "لوبوان" الفرنسية لفتح صفحاتها لهم حتى يتمكنوا من نفث سمومهم وأحقادهم على الجيران، في وقت كان الأجدر بهم أن يلتزموا الصمت حتى لا يورطوا أنفسهم أكثر. والله إن الإنسان ليصاب بحيرة ما بعدها حيرة عندما يجد نفسه أمام المهزلة التي وصل إليها هؤلاء الحكام، وخاصة "الرئيس" الكركوز، كما يسميه أبطال الحراك. هل ما يقترفونه من مصائب في حق بلدهم، وفي حق جيرانهم، يدخل في باب الحماقة، أو التفاهة، أو السفاهة، أو الغباوة، أو كل هذه المصائب مجتمعة وأكثر في شخص واحد؟ هل هم واعون بما يفعلون وبما يقولون ؟ هل يجتمعون بينهم من حين لآخر لتقييم عواقب أفعالهم البئيسة، والانعكاسات الخطيرة لتصرفاتهم الطائشة ؟ هل يكونون في حالة طبيعية وفي كامل قواهم العقلية عندما يتخذون مثل هذه القرارات الخطيرة ؟ في القرن الواحد والعشرين، كيف يمكن تفسير وجود زمرة من الجنرالات الجهلة تتحكم بهذه البشاعة في رقاب ما يقرب من أربعين مليون نسمة من أبناء بلدهم، ويرهنون مستقبل المنطقة المغاربية بكاملها؟ هل "الرئيس" تبون مقتنع أنه، بهذه الرعونة تجاه جيرانه، يخدم مصالح بلاده: تهجمات متوالية على المغرب ومؤسساته، تهديد مباشر لدولة مالي وسيادتها الوطنية، استفزاز لتونس، تخويف ومساومة للسلطات الليبية؟ هل يصدق نفسه عندما يقول، دون خجل، بأن "الدور المشرف في العلاقات المغاربية، يعود للجزائر"، وأن هذه الأخيرة "لا تعتدي على المغرب"، بل إن هذا الأخير هو من "يعتدي يوميا على بلاده"، ثم لا يلبث أن يتناقض لوحده مع نفسه عندما أكد أنه "يشك في قدرة المغرب على المجازفة بالتهجم على الجزائر، لأن ميزان القوى لا يسمح له بذلك" !!! كيف يمكن للمغرب أن يعتدي على بلاده يوميا وهو يشك في قدرته على ذلك ؟ هل يعي ما يقوله عندما يصرح بأن الشعب الجزائري سعيد؟ هل يفهم معنى السعادة بالنسبة لرب أسرة لا يجد نصف لتر من الحليب يقدمه لأطفاله الرضع ؟ الرئيس الذي لا يستطيع توفير لتر من الزيت، أو كيلوغرام من البطاطس، أو كيس من الدقيق لأبناء شعبه، عليه أن يخجل من نفسه، ويقدم استقالته إن كان الأمر أمره فعلا. ولكن هذا غير ممكن في بلاد يحكمها جنرالات الكيلو من مخلفات الاستعمار. والله إن الإنسان ليحتار أمام وقاحة ما تفوه به هذا "الرئيس" للمجلة الفرنسية، وأمام هذا الانحطاط الأخلاقي والسفاهة السياسية التي وصل إليها، والغياب التام لأبسط مقومات روح المسؤولية، والرغبة الملحة في قلب الحقائق وتزييف الواقع. ما هذا العبث؟ منذ استقلال الجزائر وحكامها يعيشون فقط على الاستفزاز والابتزاز والكذب، والتزوير والسرقة، لأنهم يفتقدون لكل شيء. وبما أن فاقد الشيء لا يعطيه، فهم يعرفون حق المعرفة أنهم لا تاريخ لهم، ولا هوية ولا مقومات دولة لهم... فلم يبق أمامهم إلا اللجوء للأساليب المنحطة. ولتبرير عجزهم، يحاولون الكذب وإلصاق كل مصائبهم بالجيران، أملا في أن تهون هذه المصائب إذا عمت جيرانهم، ولو بالكذب. كذبوا وقلبوا كل الحقائق رأسا على عقب في كل ما قدمه لهم المغرب من دعم وتضحيات، وتنكروا لتعهداتهم معه، وسرقوا الفرعون الليبي شيشنق ونسبوه لهم ونصبوا له تمثالا عندهم في احتفال رسمي، بالضبط كما فعلوا مع الكسكس، والطجين والقفطان، علما أنهم لا يستطيعون صناعة ولو زر بسيط من هذا اللباس المغربي الأصيل. وحتى ابن بطوطة وطارق ابن زياد نسبوهما لدولتهم، التي صنعها الاستعمار الفرنسي خلال منتصف القرن الماضي، عن طريق اقتطاع أجزاء كبيرة من تراب الدول المجاورة... لا أحد يجادل اليوم في أن عقدة هؤلاء الحكام العويصة تكمن في عجزهم عن التعايش مع محيطهم الإقليمي، وتفاقم هذا العجز أكثر عندما وجدوا أنفسهم إلى جانب، بل في ظل واحدة من أقدم دول العالم، أي المغرب، المتواجد بشموخ منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا بحمولته التاريخية الهائلة، وماضيه البطولي العريق. زوروا تاريخ بلادهم لأنهم يعرفون أنه منذ ستين سنة من استقلالهم، لم يستطيعوا كتابة ولو سطر واحد من هذا التاريخ. فعوض تكريس الجهود لبناء بلدهم، يقضون وقتهم في استفزاز جيرانهم، ونصب المكائد لهم، وإعداد المخططات لزرع الفتنة في صفوفهم. أقل من تسع وخمسين (59) سنة من الوجود، لا أقل ولا أكثر !!! ويريدون فرض أنفسهم كقوة إقليمية، وهم لا يستطيعون توفير حتى مياه الشرب لمدنهم، بما فيها العاصمة !!! هذه هي الجسارة، والوقاحة وقلة الحياء بعينها. عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ويعرفوا حدود قدراتهم ومقياس حجمهم. وعليهم أن يستوعبوا حقيقة تاريخية لا غبار عليها، وهي أن السلطان يوسف بن تاشفين لوحده، حكم المغرب مدة أطول من فترة وجودهم، تمكن خلالها من بناء جزء كبير من أمجاد المغرب، وله تاريخ مجيد لبلاده، ولكنه مفزع لحلفاء الجنرالات في إسبانيا. وقبل أن يغوصوا في هذه الوقاحة أكثر ويندموا عليها، عليهم التمعن في تجربة الملك القشتالي، ألفونسو السادس، ومصيره على رأس جيشه الأوربي المسيحي العرمرم، المدعم من طرف الكنيسة البابوية، عندما أراد تجربة قوته أمام أسياده المرابطين الصنهاجيين الأشاوس. ومنذ ما يقرب من نصف قرن وهم يحاولون سرقة الصحراء المغربية، ولكنهم، هذه المرة، وجدوا أمامهم إجماع شعب كامل ملتف كرجل واحد وراء ملكه، وإرادة قوية لإفشال مخططاتهم التوسعية، وإرجاعهم إلى حجمهم الحقيقي، أي مجرد أشخاص تائهين يتخبطون في أحقادهم، لم يستطيعوا بعد الحصول على رضا شعبهم، وبالأحرى فتح نافذة لهم على المحيط الأطلسي. لا يمكن أن تمر هذه التصرفات المستفزة والتصريحات العنترية دون توضيح نقطتين مهمتين: أولهما، عندما كرر هذا الكركوز للمجلة الفرنسية ما قاله بوتفليقة من قبل، حين أكد أن "الصحراء كانت دائما نقطة خلاف بين المغرب والجزائر، ولكن ليست سببا للحرب"، فهو يعرف أكثر من غيره أنه يكذب، لأن بلاده تشن على المغرب حرب استنزاف عسكرية، واقتصادية، وديبلوماسية لا هوادة فيها منذ ما يقرب من نصف قرن، سواء بطريقة مباشرة، كما كان الحال في معركتي أمغالا، أو غير مباشرة، عن طريق شرذمة البوليساريو. فالجميع يعرف اليوم أنه منذ اندلاع هذه الحرب القذرة والمفتعلة سنة 1975، لم يسبق أن تم تنفيذ ولو هجوم واحد من هجومات الانفصاليين على المغرب دون المشاركة المباشرة لعناصر الجيش الجزائري، إذ يكفي تغيير اللباس والاندماج وسط الانفصاليين. وهذا بالضبط ما يفعلونه. إضافة إلى ذلك، فجنرالات الجيش الجزائري هو من يمول، ويدرب ويسلح ويخطط لكل كبيرة وصغيرة في مخيمات تندوف، ويختار أهداف الهجمات الحقيرة. وفي نهاية المطاف، يقدمون أنفسهم كضحايا لاعتداءات المغرب. ولكن قمة البلادة السياسية لدى هؤلاء الحكام، تكمن في قيام الرئيس الفعلي (شنقريحة، الذي يستمد حقده لأنه لم يستسغ سقوطه أسيرا في يد أبطال الجيش الملكي في معركة أمغالا)، والرئيس الكركوز (تبون) بزيارة لبن بطوش في مستشفى عين النعجة. لقد كانت هذه الزيارة خطأ فادحا، لأنها فضحت ما تبقى من المستور. فعلا، فقد كانت هذه الزيارة في غير محلها، حيث كان عليهما ألا يعطيا الانطباع، ولو شكليا، بأن بن بطوش لا يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لمخططاتهما العدوانية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، كيف يفسر الكركوز الأكبر، الذي يدعي أنه مريض، تحمل عناء الانتقال إلى المستشفى للاطمئنان على كركوزه الأصغر، وكيف يشرح للرأي العام الأموال الطائلة التي يصرفها عليه، في وقت يعيش فيه الشعب الجزائري معاناة حقيقية، جراء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي أنهكته، ومع ذلك لم يسبق لهذا الرئيس الشبح أن خرج من قصر المرادية يوما للاطلاع في عين المكان على معاناة هؤلاء المواطنين. وحتى إن رغب في ذلك، هل يتجرأ على مواجهة غضب الشارع؟ ويكفي الاستماع بتمعن إلى الطريقة المذلة التي تكلم بها الكركوز الأصغر، بن بطوش، مع أسياده. فلو كانت وضعيته الصحية تسمح له، لانبطح أمامهم من كثرة الذل والمهانة، ربما كان يؤنب نفسه، لأنه فشل في تحقيق أهداف المهمة التي أوكلوها إليه عندما قرروا العودة إلى حرب، انتبهوا أخيرا إلى أنهم أول من يحترق بلهيبها، وهذا ما جعله يبادر إلى تأكيد عزمه على العودة إلى الميدان خلال بضعة أيام لمواصلة تنفيذ مخططات أسياده الإجرامية في حق الجيران. لا شك أن الخطأ الذي ارتكبه بن بطوش، وهو ينبطح في هذه اللقطة، هو أنه نسي وجود كاميرات تسجل كل حركاته وسكناته وخنوعه، كما هو الحال في كل مرة يجتمع فيها مع أسياده، والحال أنه كان مفروضا فيه أن يتكلم بنبرة الرئيس الأكبر للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الاشتراكية العظمى التي لا تقهر، رغم أنها لا توجد على أرض الواقع!!! ؟؟؟ أما النقطة الثانية التي لا بد من توضيحها، فهي عندما صرح الكركوز الأكبر لمجلة "لوبوان" أن "المغرب يرفض تنظيم الاستفتاء، لأنه يعرف أن مغاربة الشمال، الذين يمثلون أغلبية سكان الصحراء، سيصوتون لصالح استقلال المنطقة، لأنهم يرفضون الاستمرار كرعايا للملك"!!!؟؟؟ هل يحتاج أي عاقل إلى التعليق على هذه الهرطقة البليدة، حتى ولو كانت موجهة للاستهلاك الداخلي للجزائر؟ هذا هو المرض بعينه، لا يسع الإنسان معه إلا أن يطلب لكل المصابين به الشفاء العاجل منه، لأنه أعمى بصيرتهم. ولكن أبرز ما تعكسه تصرفات حكام الجزائر، وتصريحاتهم السخيفة، وشطحاتهم البلهاء، هي عقدتهم الحقيقية، التي لا شفاء لهم منها، وهي إحساسهم بالتفاهة أمام ملوك المغرب. لذا، عليهم أن يعلموا، وللمرة الألف، أن الملكية بالنسبة للمواطن المغربي هي أهم، وأغلى وأكثر ركائز الدولة المغربية صلابة ومتانة، وأن المغاربة بكل مشاربهم، متكتلون حولها كجسد واحد، ولن يسمحوا لأي أحد أن يمسها، وبالأحرى أن يتهجم عليها. وهذه حالة لم تعد تنفع فيها عبارات النفاق من قبيل الأشقاء، والجيران وخاوا خاوا... من لا يحترم بلدنا ومؤسساته، لا يستحق منا ولو حبة خردل من الاحترام، وسنكون له بالمرصاد في كل وقت وحين. كفى !!! لقد طفح الكيل. فالمغاربة الأحرار، حتى ولو أصبحوا في يوم من أيام الله من أشرس منتقدي النظام الملكي ببلادهم، فإنهم، مع ذلك، لن يسمحوا لأي أجنبي حقير أن يتطاول عليه، وهم مستعدون للاستشهاد من أجل ذلك، والأمثلة كثيرة. وقد جرب جنرالات الجزائر حظهم في هذا المجال مع العديد من المعارضين المغاربة، حيث حاولوا إغراءهم واستعمالهم كحطب الوقود في مخططاتهم العدوانية، دون جدوى. ولا أطن أني أجانب الصواب إذا قلت بأن هذا هو حال جميع المغاربة، حيث أنه يمكن لهم أن يتشاجروا مع بعضهم، ويتشاتموا، بل ويتعاركوا... ولكن، بمجرد أن يتطاول أي نذل أجنبي على وطنهم ومؤسساته، ينسوا كل خلافاتهم، ويتحدوا لحماية وطنهم ومؤسساته ورموزه. وكما كانت منذ ثلاثة عشر قرنا، ستضل المؤسسة الملكية بالمغرب شامخة حتى بعد فناء الكراكيز وأحفاد أحفادهم، وذلك لسبب بسيط، وهو أن البقاء يكون دائما للأصلح، والأفضل والأشرف، أما الأطلح والأرذل، فمآله الزوال ومزبلة التاريخ. من يراهن منكم على أن "الرئيس" الجزائري سيغير لهجته رأسا على عقب في البرقية التي سيبعث بها إلى سيده جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المقبل، حيث سيعبر فيها عن "أسمى عبارات التقدير والاحترام" لجلالته، وعن" أصدق التهاني وأخلص التمنيات للشعب المغربي الشقيق" (!!!)، وسيؤكد فيها أيضا "عمق أواصر الأخوة الصادقة التي تجمع الشعبين الشقيقين، والتي تطبعها على الدوام قيم الترابط والتعاضد الراسخة في التاريخ المشترك"، كما سيعرب عن سعيه "الثابت لمزيد من توثيق روابط الأخوة وحسن الجوار والتعاون" ...؟ (مقتطفات من برقية "الرئيس" تبون لجلالة الملك بمناسبة عيد العرش للسنة الماضية). عندما نقارن بين ما يقوله "الرئيس" تبون في برقياته الرسمية إلى جلالة الملك وما يصرح به في الأوقات الأخرى، نلاحظ وجود تناقض صارخ سواء في اللهجة، أو الأسلوب أو المحتوى. هذا الفرق يجعل الإنسان يقف مندهشا أمام هذه التقلبات الحربائية في المواقف والتصريحات: "عبارات التقدير والاحترام" في حق جلالة الملك، والتأكيد على عمق أواصر الأخوة الصادقة" بين الشعبين الشقيقين اليوم، والتهجم السافل والمنحط غدا !!! و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل. يا رب، لا تؤاخذنا بأفعال السفهاء في جوارنا، وقنا شرهم، وأغرقهم في مستنقع حقدهم، واجعل كيدهم في نحرهم. آمين يا رب العالمين.