تنطلق الدورة ال 18 من تمرين "الأسد الأفريقي 2022" التي تنظمها القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية في الفترة ما بين 20 يونيو وفاتح يوليوز 2022 في مناطق القنيطرة، وأكادير، وطانطان، وتارودانت والمحبس. وستعرف مشاركة ممثلين عن 18 دولة شريكة، إلى جانب مراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة من إفريقيا والعالم، وعن وقع احتضان المغرب لهذه الفعاليات الأمنية العسكرية ذات الطابع الدولي يقول محمد سالم عبد الفتاح رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان في تصريح ل"رسالة24″أن هذا الحدث الدولي يترجم الأدوار الهامة التي بات يضطلع بها في مختلف الهيئات والفعاليات الأمنية والعسكرية الدولية، إلى جانب اعتماد المجتمع الدولي عليه بشكل كبير في ما يتعلق بحفظ الأمن والاستقرار سواء على المستويين الإقليمي أو القاري. وأضاف رئيس المرصد أن المناورات المشتركة مع الجيش الأمريكي وعديد من جيوش الدول الأخرى، تأتي عقب مدة وجيزة من احتضان المغرب لاجتماع التحالف الدولي ضد داعش، الذي حظي بتمثيل دبلوماسي عالي المستوى لأكثر من 80 دولة، ليتعزز موقع المغرب الإستراتيجي ضمن عديد التحالفات والشراكات الأمنية والعسكرية التي تجمعه بقوى ومتدخلين دوليين وازنين، في مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعتبره حليفا استراتيجيا، و الاتحاد الأوروبي الذي يعد شريكا ذو وضع متقدم، فضلا عن حلف الناتو الذي بات يعول على المغرب في ضبط التوازنات الأمنية على مستوى غرب إفريقيا وفي التصدي للمخاطر الأمنية المحدقة بمنطقة الساحل. ناهيك عن الموقع الاستراتيجي الهام ضمن المعادلة الأمنية الإقليمية والقارية، الذي أهل المغرب لكسب ثقة المجتمع الدولي وممارسة عديد من الأدوار المحورية، سواء من خلال انخراطه في الجهود والمساعي الدولية الحميدة على المستوى الإنساني، أو من خلال مساهمته في البعثات العسكرية ذات الطابع الأممي في مختلف بؤر التوتر والصراعات التي تشهدها القارة الإفريقية. واستطرد قائلا: لقد نجح المغرب في تحقيق عديد من الاختراقات الأمنية، على مستوى رصد وتتبع الجماعات المتطرفة وعصابات الجريمة المنظمة التي تنشط في منطقة الساحل وفي جواره الإقليمي،ولا سِيما التهديدات المسجلة في مخيمات تيندوف التي باتت المخاطر الأمنية تتصاعد فيها بشكل كبير بحسب تقرير الأمين العام الأممي الأخير حول الصحراء، والعديد من تقارير المنظمات الأخرى، بسبب تصاعد نفوذ الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة فيها، وتقاطع أجندات الأخيرة مع عديد قيادات البوليساريو والمسؤولين العسكريين الجزائريين. وأبرز المتحدث نفسه أن الوضع الأمني غير المستتب في جنوب غرب الجزائر يفسر المغزى من إدراج مناطق داخل الصحراء ضمن برنامج مناورات الأسد الإفريقي مرة أخرى، كما يؤكد مواقف الدول المشاركة فيها المؤيدة للسيادة المغربية على الصحراء، ويعد ردا صريحا على التهديدات التي لوحت بها بوليساريو مؤخرا باللجوء إلى الإرهاب لضرب مواقع داخل المغرب، خاصة وأن قطاع المحبس الذي سيشهد إجراء هذه المناورات يقع على مرمى حجر من الحدود الجزائرية، ومن المواقع الخلفية للبوليساريو، وهو ما يوضح أيضا طبيعة ومصادر المخاطر الإرهابية التي تهدف المناورات إلى التصدي لها، والتي أشارت إليها تصريحات المسؤولين العسكريين الأمريكيين. وأكد على أن المناخ السياسي والأمني المستقران اللذان يتمتع بهما المغرب بفضل تطويره لمنظومته الأمنية والعسكرية، ونجاح مقاربته السياسية في التصدي لخطر الإرهاب، التي تعتمد على تبني خطاب وسطي ومعتدل، يمتح من الرصيد الديني والتاريخي لإمارة المؤمنين، هو ما ساهم في نجاحه في تفكيكه لعديد من الشبكات والمجموعات المتطرفة، ما جعله يقدم تجربته الرائدة في مكافحة الإرهاب، باتت محل إشادة وتنويه من قبل الفاعلين الدوليين، وأهلته للتموقع ضمن التحالفات والشراكات الدولية الهامة. ويخلص في الأخير إلى أن المنجزات والمكاسب ستساهم أيضا في لعب المغرب لأدوار رئيسية على مستوى الأمن الإقليمي ب"مفهومه الأوسع" والذي يشمل "الأمن الغذائي" و"الأمن الطاقي" سواء أتعلق بالبلدان الإفريقية، أو بشركائه في شمال ضفة المتوسط، حيث باتت معظم دول غرب القارة تعتمد بشكل كبير على المغرب لتحقيق أمنها الغذائي بفضل تنافسية منتجاته، فيما ينتظر أن يشارك في تنزيل مشروع أنبوب الغاز النيجيري- المغربي، والذي يهدف لتصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا مرورا بجل دول غرب إفريقيا، ما سيزيد من أهمية الأدوار الأمنية والعسكرية التي يضطلع بها المغرب إقليميا ودوليا.