تشهد مدينة مراكش، ابتداء من اليوم الثلاثاء، مشاركة عدد من الدّول الأوروبية والإفريقية والعربية في اجتماع التحالف الدّولي ضد "داعش"، الذي يرأسه بوريطة، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن. وسيحضر هذا الاجتماع، الذي يعرف مشاركة 80 دولة، وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، وممثلون من المملكة المتحدة وكندا وإيطاليا ودول أخرى. ومن المتوقع حضور الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل. وسيركز الاجتماع على تعزيز التعبئة العالمية لمحاربة التنظيم الإرهابي الذي مازال يشكل تهديدا كبيرا للمجتمع الدولي. وبعد نجاح المهمة الأولى في سوريا والعراق، اتفق أعضاء التحالف، في يونيو 2021، على تحويل التركيز إلى إفريقيا، لاسيما في منطقة الساحل، حيث تصاعد التوتر وسيطر الإرهابيون الإسلاميون على جزء كبير من المنطقة. رهانات مغربية محمد الطيار، الخبير في الشّأن الأمني، قال إن "هذا اللقاء الذي تحضره حوالي 80 دولة من مختلف بقاع الأرض، لأول مرة بالقارة الإفريقية، من المنتظر أن تشهد مخرجاته التركيز على تمدد وتوسع تنظيم 'داعش' بمنطقة الساحل الإفريقي، وتزايد أنشطته في عدة دول إفريقية". وأورد الطيار، في تصريح لهسبريس، أن "توسع التنظيم في المثلث الحدودي الذي يجمع دول مالي والنيجر وبوركينافاسو، وما خلفه ذلك من ارتفاع مهول في عدد الضحايا، وحرق للقرى وتهجير الساكنة، سيكون مطروحا بشكل كبير". وتوقّف الخبير ذاته عند "تجربة المغرب الاستثنائية في محاربة هذا التنظيم، وكذلك خبرة المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في تحجيم نشاطه وتفكيك العديد من خلاياه، مع النجاح في تنزيل إستراتيجية استباقية جنبت العديد من الدول، ومنها دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية، خسائر كبيرة في الأرواح". وقال المتحدث ذاته إن "نجاح المغرب في تنظيم لقاء مراكش يشكل أيضا نهاية لمحاولة النظام العسكري الجزائري احتكار ملف محاربة الإرهاب داخل الاتحاد الإفريقي، مع حرصه على إبعاد الرباط عن المبادرات الجادة في هذا الصدد"، وتابع: "لقاء مراكش هو محطة من محطات نجاح الإستراتيجية الأمنية والاستخباراتية المغربية، ومحطة ستجعل المغرب ينخرط بشكل أكثر قوة في بناء السلام والأمن الدوليين في منطقة الساحل الإفريقي وباقي إفريقيا". ريادة إقليمية وجهوية محمد سالم عبد الفتاح، الخبير في القانون الدّولي، قال إن "احتضان المغرب فعاليات أمنية وسياسية دولية يترجم الأدوار الهامة التي بات يضطلع بها على المستوى الدولي، القاري والإقليمي". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الاجتماع الدولي حول داعش يعزّز موقع المغرب الإستراتيجي ضمن عديد التحالفات والشراكات التي تجمعه بقوى ومتدخلين دوليين وازنين، في مقدمتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي". كما يكرّس هذا الاجتماع، حسب المحلل ذاته، "دور الرباط الريادي في مجموعة من الهيئات والفعاليات، سواء على مستوى الأممالمتحدة، أو الاتحاد الإفريقي، وحتى حلف الناتو، الذي بات يعول على المغرب في التصدي للمخاطر الأمنية المتصاعدة في منطقة الساحل". كما قال الخبير ذاته إن "المجتمع الدولي بات يعتمد بشكل كبير على المغرب في حفظ الأمن والاستقرار في محيطه الإقليمي، باعتبار نجاح مقاربته السياسية في التصدي لخطر الإرهاب، المعتمدة على تبني خطاب وسطي ومعتدل، يمتح من الرصيد الديني والتاريخي لإمارة المؤمنين".