تنتظر الرّباط خلال اليومين المقبلين حلول وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، للمشاركة في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية؛ وهي زيارة تأتي في خضمّ الزّخم الذي يطبع العلاقات بين المملكتين. ويشارك وزير الخارجية خوسيه مانويل ألبارس، الأربعاء المقبل، في اجتماع التحالف العالمي ضد "داعش"، المزمع عقده في مراكش، والذي سيلتقي فيه بنظيره المغربي، ناصر بوريطة. وستكون هذه المرّة الأولى التي يلتقي فيها المسؤول الإسباني بنظيره المغربي، في أعقاب محاولات أحزاب إسبانية الإيقاع بالعلاقات بين مدريدوالرباط، بسبب مزاعم "تجسس" غير ذي أساس. ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن "الوزيرين سيعقدان اجتماعا ثنائيا على هامش اللقاء الدّولي حول داعش". وبشأن مشاركته في "اجتماع داعش" بمراكش، أوضح ألباريس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس في قصر فيانا بمدريد: "مازالت الأجندات مغلقة". وهذا اللّقاء هو الأول من نوعه منذ تطبيع العلاقات الثنائية مع المغرب، نتيجة قرار حكومة بيدرو سانشيز قبول خطة الحكم الذاتي في الصّحراء المغربية. وألغى ألبارس وبوريطة لقاء ثنائيا في الرباط في اللحظة الأخيرة، بعد أن دعا الملك محمد السادس رئيس الحكومة الإسبانية للقيام بزيارة رسمية إلى المغرب، برفقة ألباريس، لتدشين المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية. ورافق ألباريس سانشيز في تلك الرحلة، لكن لم تتح له الفرصة للتحدث مطولا مع نظيره المغربي، الذي تحدث معه في عدة مناسبات عبر الهاتف في الأشهر الأخيرة، في محاولة لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح. وستشارك أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية في اجتماع التحالف ضد "داعش"، الذي سيرأسه بوريطة، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن. كما سيحضر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وممثلون من المملكة المتحدة وكندا وإيطاليا ودول أخرى. ومن المتوقع حضور الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل. وسيركز الاجتماع على تعزيز التعبئة العالمية لمحاربة التنظيم الإرهابي، الذي مازال يشكل تهديدا كبيرا للمجتمع الدولي. وبعد نجاح المهمة الأولى في سوريا والعراق، اتفق أعضاء التحالف في يونيو 2021 على تحويل التركيز إلى إفريقيا، لاسيما في منطقة الساحل، حيث تصاعد التوتر وسيطر الإرهابيون الإسلاميون على جزء كبير من المنطقة.