تستمر التدريبات العسكرية المغربية الأمريكية المشتركة «الأسد الإفريقي2021»، وهي النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين الهام والكبير، وقد شملت أنشطته هذا العام المحبس في الصحراء المغربية… صحيح أن هذه التظاهرة، التي تعرف هذه السنة مشاركة عدد من الدول وحضور مراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين بلدا، تواصل مناورات تقام بين البلدين منذ سنوات، وترتكز إلى عراقة العلاقات الثنائية بينهما، ولكن دورة 2021 تنتظم ضمن سياق جيو سياسي خاص، علاوة على أن الجارين الشمالي والشرقي للمغرب مارسا الكثير من الضغوط للتشويش على»الأسد الإفريقي»، وكل هذا يجعل انعقاد التدريبات العسكرية بين واشنطن والرباط، وبكامل هذه الأهمية البشرية والتجهيزية، بمثابة رسالة قوية بشأن متانة التعاون الإستراتيجي المغربي الأمريكي، وتفوق المغرب كشريك كبير للدفاع عن الاستقرار والأمن والسلام. لم تنجح إسبانيا في استغلال التوتر الذي افتعلته ضد المملكة للتأثير على إقامة التدريبات العسكرية المغربية الأمريكية أو لإلغائها أو تغيير خريطة تنظيم أنشطتها، وحتى لما قررت الغياب عن المشاركة فيها، لم تقنع العالم بكل ما عرضته من تبريرات لذلك، وتأكد أن حضور جيشها فوق أراضي الصحراء المغربية كان سيفضح تناقضاتها، وسيعري ارتماءها بجانب خصوم الوحدة الترابية للمغرب، ولهذا فضلت الغياب والفرار. إن إقامة هذه التدريبات العسكرية المغربية الأمريكية، تعنبر، في حد ذاتها، درسا لخصوم المملكة، وشمولها المحبس فضح أكاذيب الانفصاليين التي كانت تروج لقصف يومي متوهم للمنطقة. من جهة ثانية، لقد برزت القوات المسلحة الملكية، من خلال تنظيم هذه التدريبات، باعتبارها مؤسسة وطنية متفوقة في كامل المنطقة، احترافا ومهنية، وأيضا من حيث التخطيط الإستراتيجي والفعالية الديبلوماسية، وكذلك باعتبارها القوة التي يمكن الوثوق فيها والاعتماد عليها لتمتين التعاون الإقليمي والدولي. اليوم، تكرس التحولات التي يشهدها العالم عديد تحديات مستجدة، وتنامي تهديدات ومخاطر تتصل بالإرهاب والجريمة والتطرف وغير ذلك، وكل ذلك يقتضي عملا عسكريا مشتركا، ويوجب تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول في مجالات مختلفة.وعلى هذا الصعيد، لا يختلف اثنان اليوم في قوة المغرب وأهميته العملية والإستراتيجية لإنجاح جهود المجتمع الدولي لإحقاق السلام والأمن والاستقرار، سواء في غرب المتوسط أو في منطقة الساحل جنوب الصحراء أو في كامل القارة الإفريقية، وعلى الصعيد الدولي. الوزن المغربي على هذا المستوى هو الذي يجعل الشراكة الإستراتيجية مستمرة بين المملكة وقوى دولية عظمى عبر العالم، وتدريبات «الأسد الإفريقي2021» تمثل أحد تجليات هذه الثقة العالمية في قدرات المغرب. القوات المسلحة الملكية المغربية تواصل نجاحاتها الميدانية والتأطيرية والإشعاعية والديبلوماسية، وتترك لجينرالات النظام العسكري الجزائري أن يمارسوا تضليلاتهم عبر إعلامهم الموجه، وأن ينشروا التهديدات الصبيانية الكاذبة، أو أحيانا يكلفوا كبيرهم، من درجة رئيس، ليتقيأ كلاما لا يصدقه حتى المحيطون به. أما إسبانيا فقد تعرت اليوم تماما، وبدت فعلا دولة يتملكها الحنين إلى الزمن الاستعماري الذي ولى، واكتشف العالم أنها دولة، مع الأسف، ليست من هذا الزمان. محتات الرقاص