قال الطيب حمضي، طبيب، وباحث في السياسات والنظم الصحية، أنه يجب العودة للحياة الطبيعية في الأيام والأسابيع المقبلة بشكل آمن، على غرار كل دول العالم التي نجحت في التلقيح مبكرا وبشكل واسع. وأشار حمضي في ورقة تحليلية توصلت "رسالة 24 "بنسخة منها، أن المغرب قام بجهودات وتضحيات لنجاح تدبير الأزمة الصحية ولإنجاح عملية التلقيح، ولهذا يجب استثمارها بشكل إيجابي لإطلاق دينامية اجتماعية وتعافي اقتصادي سريعين، بناء على المحددات الوبائية والعلمية المفصلة، ويرى حمضي، أنه يجب الشروع في تخفيف القيود الصحية، مع بداية شهر مارس، خصوصا إجراءات الأسفار الدولية وكذا إلغاء إجبارية وضع الكمامات بالأماكن المفتوحة، والسماح التدريجي بالتجمعات الكبرى بالأماكن المفتوحة، والسماح بالعودة التدريجية للأنشطة الكبرى في الأماكن المفتوحة والأماكن المغلقة على حد سواء، بما في ذلك صلاة التراويح خلال شهر رمضان، وكذا الحفلات والتجمعات والجنائز والملاعب، دون الإغفال عن الاستمرار في توصية بقوة لأشخاص المسنين وذوي الهشاشة ولو كانوا ملقحين بتجنب الأماكن المغلقة والتجمعات الكبرى كل ما أمكن، ووضع الكمامة واحترام التباعد كل ما اضطروا للتواجد بهذه الأماكن. وتابع حمضي حديثه قائلا "أن الحماية ستصبح فردية عوض الحماية الجماعية، فالمواطن الملقح محميا والغير ملقح غير محمي ويتحمل مسؤولية اختياره"مضيفا، "أن كل مواطن أمامه وسائل الحماية من تلقيح وكمامة وتباعد وتطهير اليدين وتجنب الإزدحام ، ومن مسؤوليته الفردية، ومسؤوليته وحده ، اختيار وسائل الحماية ودرجة الحماية التي يريد توفيرها لنفسه، وتوفيرها للمحيطين به من أشخاص من ذوي الهشاشة البالغة الذين لا تتجاوب مناعتهم الضعيفة مع اللقاحات بشكل جيد. و بخصوص الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الاستفادة من التلقيح لأسباب طبية، أوضح حمضي، أنه يجب عليهم مضاعفة مجهوداتهم وحذرهم والتزامهم بوسائل الحماية وخصوصا المسنين من ذوي الهشاشة. وطالب المتحدث ذاته، بضرورة فتح باب التلقيح في وجه الأطفال الصغار أقل من 11 سنة لأنهم عرضة للإصابات بالفيروس أكثر وأكثر بعد الرفع أو التخفيف من الإجراءات الفردية والجماعية، ولهذا اقترح حمضي فتح إمكانية التلقيح بحرية كاملة أمام أسر الأطفال التي تفضل الحصانة اللقاحية على خطر العدوى، مشير إلى أن الفيروس له مخلفات على المدى البعيد. كما دعى المختص في النظم الصحية، إلى عودة الأطر الطبية والتمريضية والسلطات المحلية الموزعة على مراكز التلقيح لأعمالها الأصلية، وتخصيص مراكز قارة محددة بأوقات مخصصة لمواصلة هدده المهمة، مشيرا إلى أن الجائحة ستنتهي ولكن الفيروس سيبقى متوطنا، لكن الحالات الخطرة لن تكون بالكثرة التي تهدد الصحة العامة، ولا المنظومة الصحية، لهذا يجب أن تعود المستشفيات والمصحات لعملها المعتاد. ويرى حمضي، أن سيبقى التلقيح أو جرعة التذكير ستبقى مستقبلا هي الحماية الأساسية والفعالة ضد خطر الإصابات الحرجة والوفيات، بالنسبة للفئات الهشة، لسنوات طوال، لأن الإستفادة من هذه الجرعة اليوم سيمكننا من العودة للحياة الطبيعية بفضل الحماية اللقاحية دون جثث مواطنين ترددوا في التلقيح.