تسود المخاوف في صفوف عدد من المواطنين المغاربة من دخول المتحور الهندي "دلتا" إلى المملكة، خاصة وأن رقعة انتشاره عبر العالم بدأت تتوسع شيئا فشيئا. في هذا السياق، أفاد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن " المعطيات المرتبطة بمتحور دلتا تطرح تحديات كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار من أجل الحفاظ على تحكمنا في الحالة الوبائية في انتظار توسيع التلقيح وبلوغ المناعة الجماعية". وشدد حمضي على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الممكنة لمنع أو بالأحرى إبطاء تسلل حالات مصابة بهذا المتحور الى المغرب، مضيفا أن ذلك يتطلب "الالتزام بالإجراءات والبروتوكولات المعمول بها، وكذا التحلي باليقظة والحذر". وأشار حمضي إلى أنه ليس هناك بلد في العالم بإمكانه منع هذه السلالات من دخول أراضيه، ولكن يمكن اتخاذ مجموعة من التدابير لإبطاء تسللها إلى المملكة. وبخصوص سبل مواجهة هذا المتحور في حال تسلله إلى المملكة، أوضح حمضي أنه يجب على المواطنين الملقحين وغير الملقحين الالتزام بالإجراءات الاحترازية الفردية والجماعية من وضع للكمامات وتطهير اليدين والتباعد وتجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة وتجنب التجمعات، مشيرا إلى أنه "إذا رصدت إصابات بالمتحور الهندي في هذه الحالة، فإنه سيجد أمامه بيئة معادية للانتشار، وبالتالي سيمكن ذلك من احتوائه والسيطرة عليه". وبخصوص عملية التلقيح، دعا حمضي كافة المواطنين الذين وصل دورهم للاستفادة من اللقاح إلى تلبية النداء في أقرب وقت، موضحا أن "الفئات الهشة هي أكبر نقطة ضعف أمام الفيروس بكل سلالاته، بالتالي يجب تلقيحها عن آخرها". هذا، واقترح حمضي تخصيص اللقاحات التي ستتوصل بها المملكة مستقبلا لتطعيم ما تبقى من العاملين في الصفوف الأمامية، بغض النظر عن سنهم، وفي مقدمتهم نساء ورجال التعليم لضمان دخول مدرسي حضوري، ومهنيي النقل، والسياحة، و التجارة وكل من هم في اتصال مباشر مع اعداد كبيرة من المواطنين، وذلك لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي. إلى ذلك، أبرز حمضي أن "يقظة المواطن وسلوكه كفيل بتجنيب بلادنا تعقيدات الحالة الوبائية حتى نمضي قدما في إجراءات التخفيف ونتجنب الإرتداد الى الخلف أو التشديد".