لفظ شاطئ الرويس التابع للجماعة الترابية أمتار، بإقليمشفشاون، مساء أمس الإثنين، سلحفاة بحرية نافقة، حيث أرجعت فعاليات مدنية مهتمة بمجال البيئة البحرية بالمنطقة، أسباب نفوق هذه السلاحف وغيرها من الكائنات البحرية الأخرى كالدلافين والأسماك التي تعيش في أسراب (البوري)، إلى حجم التلوث الكبير الذي تعرفه مياه حوض البحر الأبيض المتوسط. وسبق لبعض الجمعيات البحرية، وأن حذرت من التهديدات التلوث التي تواجهها بعض شواطئ إقليمشفشاون، ومدينتي المضيق والفنيدق، الأمر الذي يتسبب في اختناق الكائنات البحرية نتيجة انخفاض نسبة الأوكسجين في الماء، مطالبة الجهات المعنية بالقيام بتدابير عاجلة لحماية الساحل والثروة السمكية، مع ضرورة تنزيل خطة استباقية وقائية عاجلة لتفادي تعرض السواحل لأخطار التلوث البحري. وكانت بعض المصادر البحرية، قد أشارت في تقارير عدة، أنه تم خلال السنوات العشر الأخيرة، تسجيل نفوق العشرات من السلاحف البحرية بالسواحل المتوسطية، حيث كشفت الاحصائيات نفوق أزيد من 100 سلحفاة سنة 2008، وهو ما استدعى فتح تحقيق في هذه الظاهرة لمعرفة أسبابها، وتقييم حجم الدمار الذي لحق بهذه الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، والتي يعود تواجدها بالكرة الأرضية إلى أكثر من 200 مليون سنة. معلوم أن استمرار نفوق السلاحف البحرية، سيؤدي حتما، إلى انقراضها، كما سيكون له دون شك، عواقب وخيمة على النظام البيئي والتوازن الإيكولوجي، وعلى السلسلة الغذائية البحرية، خصوصا وأن السلاحف تقوم بوظائف بيئية متعددة في المناطق التي تتواجد فيها، خاصة في حقول الأعشاب الخضراء التي تتغذى منها مختلف الكائنات البحرية، حيث تقوم السلاحف بنقل الأعشاب من المراعي إلى شواطئ الأعشاش. ويشدد المتتبعون للشأن البحري، على ضرورة التدخل السريع لإنقاذ السلاحف البحرية من خطر الانقراض، عبر القيام بحملات تحسيسية لفائدة جميع العاملين بالقطاع البحري، ومنع اصطيادها، وعدم استعمال وسائل الصيد المسببة لخطر نفوقها، والتصدي لجميع أشكال التلوث، وتشجيع وتطوير جميع الأبحاث البحرية في هذا المجال، وإدراج مواد ودروس في علم البحار ضمن المقررات الدراسية والمراجع التعليمية، لتوعية الناشئة وإطلاعها على أهمية الحفاظ على المحيط البحري وكائناته.