أفادت بعض المصادر البحرية بشمال المغرب، أنه سجلت خلال الأيام الأخيرة نفوق العشرات من السلاحف البحرية بالسواحل المتوسطية، الأمر الذي استرعى انتباه الباحثين والعلماء والدارسين المغاربة والإسبان والانجليز والأمريكيين الذين حلوا مؤخرا بضفتي المتوسط خصوصا بمحيط مضيق وبوغاز جبل طارق من أجل فتح تحقيق في هذه النازلة ومعرفة أسباب ومسببات هذه الظاهرة وتقييم حجم الدمار الذي لحق بهذه الكائنات البحرية، التي تعد من الزواحف التي يعود تواجدها بالكرة الأرضية إلى أكثر من 200 مليون سنة. وتعتبر السلاحف البحرية من الحيوانات الثدية البرية التي تكيفت مع محيطها البحري واستطاعت التأقلم مع حياة ومياه البحر المالحة ، على عكس الكائنات الضخمة الأخرى كالديناصورات وغيرها من الحيوانات التي انقرضت من فوق البسيطة. وحسب مصادر إعلامية إسبانية فإن نتائج الأبحاث الأولية التي أجرتها الفرق العلمية المتخصصة كشفت عن أسباب نفوق السلاحف التي تخرج أنثاها الى اليابسة لكي تضع بيضها حيث أشارت الى تأثرها بتلوث البحار نتيجة النفايات الصناعية والزراعية والعمرانية التي يتم إلقاؤها، وكذلك بسبب الإشعاعات الخطيرة التي تفرزها الغواصات النووية التي تجوب البحر الأبيض المتوسط. كما أشارت نفس الأبحاث الى إصابة السلاحف النافقة بسرطان الجلد، وفقدانها لبعض الوظائف الحسية خاصة وظيفة الغدة المحلية. إضافة الى إصابتها بالعديد من الأمراض الخطيرة كالورم الحليمي التليفي، وديدان الدم الملتوية التي تصيب السلاحف بالهلاك والتهلكة. وكشفت الاحصائيات والمعطيات الإسبانية الأخيرة عن نفوق أزيد من 100 سلحفاة خلال السنة الماضية 2008، إضافة الى كائنات بحرية أخرى كالدلافين والأسماك والحيتان والقروش. ولعل استمرار نفوق السلاحف البحرية سيؤدي الى انقراضها وسيكون له عواقب وخيمة على النظام البيئي والإيكولوجي وعلى السلسلة الغذائية البحرية، خصوصا إذا علمنا بأن السلاحف تقوم بأدوار ووظائف متعددة في البيئة التي تتواجد فيها خاصة في حقول الأعشاب الخضراء التي تتغذى منها مختلف الكائنات البحرية وتستفيد من موادها البروتينية الغنية، حيث تقوم السلاحف بنقل الأعشاب من المراعي الى شواطئ الأعشاش، وعلى مسافات طويلة تتعدى المئات من الكيلومترات خلاصة القول أن السلطات العمومية والأطر البحرية المتخصصة وفعاليات المجتمع المدني مطالبة بالتدخل السريع لإنقاذ السلاحف من خطر الانقراض، عبر القيام بحملات تحسيسية لفائدة جميع العاملين بالقطاع البحري ، ومنع اصطياد السلاحف، واستعمال وسائل الصيد المسببة لخطر نفوق السلاحف. والتصدي لجميع أشكال التلوث، وتشجيع وتطوير جميع الأبحاث البحرية في هذا المجال، وإدراج مواد ودروس في علم البحار ضمن المقررات الدراسية والمراجع التعليمية لتوعية الناشئة وإطلاعها على أهمية الحفاظ على المحيط البحري وكائناته.