أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا جديدا بشأن ضرورة التصدي للطفرات الجديدة لفيروس كورونا وخاصة المتحور دلتا، الذي تحققت المنظمة من انتشاره في 98 دولة على الأقل، ويواصل انتشاره في دول ذات تغطية تطعيم منخفضة وعالية. وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية شهدت أوربا ارتفاعا في معدلات الإصابة بفيروس كورونا الأسبوع الماضي بنسبة 10بالمائة، والتي كانت على وشك التعافي، وعزت المنظمة هذا الارتفاع إلى تزايد الرحلات والتجمعات وتخفيف القيود الاجتماعية. فيما أطلقت المنظمة جرس إنذار محذرة من أن معدلات الإصابة بالمتحور دلتا حطمت كل المستويات القياسية خلال الدورات السابقة، وأفاد طيب حمضي الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن البيانات المتقاسمة على المنصة العالمية للسلالات جيزيد " "Gisaid أظهرت أنه خلال الأربع أسابيع الأخيرة 75 في المائة من الحالات الجديدة بالبرتغال، و84 في المائة، بروسيا و10 في المائة بإسبانيا و8 في المائة بإيطاليا هي من نوع دلتا، وهو ما يندر بموجة جديدة في أوروبا في نهاية فصل الصيف. وأوضح أن المتحور دلتا ظهر أولا بالهند ثم انتقل في ظرف أسابيع قليلة إلى كثير من دول العالم حيث يبلغ العدد حاليا تسعين دولة، مشيرا إلى أن 90 في المائة من الإصابات الجديدة سجلت في الهند، و20 في المائة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر الباحث أن الدراسات لاحظت كذلك أن الإصابات لدى الشباب والفئات الصغيرة هي أكبر بكثير لدى المسنين، مسجلا أن ذلك راجع لسببين، حركية الشباب وعدم احترامهم للإجراءات الوقائية الفردية والجماعية من جهة، وبفضل تلقيح الفئات العمرية الأقل شبابا وحمايتها. واعتبر أن هذه السرعة في تحول هذا المتحور إلى سلالة سائدة في ظرف وجيز راجعة لكونه أكثر سرعة في الانتشار بنسبة تصل إلى 60 في المائة أكثر من المتحور "البريطاني"، والذي كان بدوره أكثر سرعة في الانتشار بنسبة تصل إلى 70 في المائة مقارنة مع السلالة الكلاسيكية. وفي السياق ذاته قالت منظمة الصحة العالمية إن طفرات دلتا أصبحت السائدة في نحو 92 دولة بالعالم، وترجع المنظمة ذلك لقدرته على التفشي بشكل سريع والتسبب بمضاعفات تتطلب الدخول للمستشفيات وهو ما استدعي بعض الدول لفرض تدابير إغلاق جديدة. تأثير اللقاحات على المتحور الجديد ووفقا لدراسة أجراها معهد باستور الفرنسي، أوضحت أن طفرات دلتا قللت بشكل نسبي من فعالية لقاحي فايزر ومودرنا، في حين أظهرت أن جرعة واحدة من لقاح أسترازينيكا عديمة الفائدة أمام اختراقها للجسم، وتتوقع مراكز أمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن تكون دلتا هي السلالة السائدة في الولاياتالمتحدة بعد أن باتت مسؤولة عن 20بالمائة من الإصابات هناك. فيما تفيد المعطيات الأولية للأبحاث، أن التطعيمات الموجودة حاليا، وخاصة "فايزر" "ومودرنا" و"أسترازينيكا"، تخفف بعض الشيء من شدة الإصابة بالفيروس، ومن الحاجة لدخول المستشفى وحتى من نسبة الإصابة، ولكن الأمر لا يزال في طور الدراسة/ وبالتالي نجد أن الدول التي تلقّى نسبة كبيرة من سكانها التطعيم تباطأ عندهم انتشار المرض بصورة كبيرة مثل أمريكا الشمالية وبعض دول الخليج.