جميع سكان العالم، ينتظرون بفارغ الصبر أخذ اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد الذي قلب حياة العالم رأسا على عقب وشرد العديد من الأسر التي فقدت عملها بسبب الأزمة الإقتصادية التي خلفها هذا الوباء على جميع المجالات، لكن رغم الإعلان عن إقتراب موعد اللقاح الذي أصبح مجانيا بقرار ملكي، هناك العديد من الأسئلة يطرها المواطنون حول هذا اللقاح وهل يمنع نقل العدوى للشخص الآخر في حالة أخذه اللقاح. لازال المغاربة ينتظرون بدأ استخدام لقاح كورونا والذي تم استيراده من الصين، فيما بدأت بريطانيا يوم الثلاثاء الماضي باستخدام لقاح كورونا، والذي طورته شركتا "فايزر وبيونتيك"، وسيمنح هذا اللقاح ل 50 مستشفى في البداية، وتعتبر بريطانيا اول دولة بدأت باستخدام اللقاح لشعبها. حيث قررت الهيئة الوطنية للصحة، ببريطانيا منح الأولوية في التحصين باللقاح لمن تزيد أعمارهم على 80 عاما والعاملين في مجال الرعاية الصحية على الخطوط الأمامية والعاملين في دور رعاية كبار السن والمقيمين فيها، و هذا ما أعلن عليه المغرب قبل أسابيع قليلة أيضا، حيث سيتم منح اللقاح للعاملين بالصفوف الأمامية. وحسب دراسات علمية عديدة، أكدت أن اللقاح الذي تم تطويره بتكنولوجيا "آر.إن.ايه "باستخدام جزء مصنع من الشفرة الوراثية لفيروس كورونا، يتم عن طريق الحقن بالذراع. ويتم التحصين من خلال جرعتين يفصل بينهما ثلاثة أسابيع فقط، وقد بينت التجارب أنه يوفر حماية بنسبة 95% ممن يحصلون عليه من الإصابة بعدوى كورونا. وفي السياق ذاته، أكدت شركة "فايزر" أن الآثار الجانبية التي ظهرت على المتطوعين في التجارب كانت بسيطة إلى متوسطة في أغلب الحالات واختفت بسرعة، فيما حدثت الأعراض الجانبية الأشد حدة بعد الجرعة الثانية وتمثلت في الشعور بالإرهاق عند 3.8% من المتطوعين، والصداع عند اثنين في المئة منهم، فيما أكد المتطوعون الأكبر سنا "إن الأعراض التي ظهرت عليهم كانت أقل وأخف حدة". من جهة ثانية أكد المصدر ذاته، أن هذا اللقاح يمنع الإصابة بكورونا بعد سبعة أيام من أخذ الجرعة الثانية أي بعد نحو شهر من الحقنة الأولى، فيما لم تمكن التجارب السريرية معرفة ما إذا كان بإمكان الشخص الذي يتم تحصينه باللقاح نقل الفيروس إلى شخص لم يحصل على اللقاح. من جهة ثانية، ركزت الشركات المصنعة للقاحات فيروس كورونا في تجاربها على التأكد مما إذا كان اللقاح يمنع إصابة الناس بالمرض بعد تلقيهم للقاح، وستظهر نتائج هذه الدراسة وستمر بعد عدة أشهر، لتتضح طول الفترة التي يوفر فيها اللقاح الحماية من الإصابة بالعدوى. وفي نفس السياق، لا يوجد أي دليل على أن التحصين يمنع نقل الفيروس، ولا توجد لقاحات ذات فاعلية تبلغ 100%، ولهذا يطالب العلماء باليقظة المتواصلة ووضع الكمامات وغسل الأيدي والتباعد الاجتماعي. وفي هذا الصدد قالت الدكتورة ميشيل بارون المدير الطبي للوقاية من العدوى بشركة "يو.سي.هيلث" في ولاية "كولورادو" كل اللقاحات يكون مفعولها رائعا على بعض الفئات وغير ذلك على فئات أخرى، وأضافت أنه من المستبعد أن تصل حملات التحصين إلى العدد الكافي الذي يحقق حماية واسعة حتى فصل الربيع أو أوائل الصيف المقبل.