وافق مجلس البرلمان الإسباني بمجلس النواب ومجلس الشيوخ، أمس الأربعاء، على اتفاقية تهم هبة لا رجعة فيها لمسرح سيرفانتيس الكبير الذي يوجد بزنقة أنوال بمقاطعة طنجةالمدينة، وسط مدينة طنجة، لفائدة المغرب. وبموجب بروتوكول هذه الاتفاقية، التي تمت المصادقة عليها في 11 فبراير الماضي، من قبل مجلس الوزراء الإسباني، يلتزم المغرب بترميم البناية بكاملها، مع احترام الهندسة الأصلية، بالواجهة والداخل، والحفاظ على التصور الأصلي للمسرح. وتشكل الملكية المنقولة ل "مسرح سرفانتيس الكبير" جزءا من "المجال الخاص للدولة المغربية"، ولا يجوز بأي حال من الأحوال نقلها إلى طرف أجنبي، وقد تم تجسيد هذه الإحالة من خلال بروتوكول يشكل بشكله ومضمونه، اتفاقية دولية. وتتكلف المملكة بمجموع مصاريف الترميم، والتجديد، والتسيير، والصيانة، والحفاظ على اسم "مسرح سرفانتيس الكبير" وصيانة رمزيته وتاريخه. وسيضمن المغرب، من جهة أخرى، غايات المنفعة العامة والمصلحة الاجتماعية وتعزيز الثقافة بشكل عام، لاسيما الثقافتين الإسبانية والمغربية، من خلال تسخير المسرح لاستعمال يتماشى مع الغايات المذكورة، كما سيؤمن تسييره. جذير ذكره أن مسرح سرفانتس (Teatro Cervantes)، والذي يُعرف أيضاً باسم مسرح "سرفانتس الكبير"، هو مسرح شرع في بنائه سنة 1911، في طنجة من قبل أنطونيو غاليغو مالك المسرح آنذاك، وافتتح رسميا عام 1913، وكان يتسع لحوالي 1400 شخص، وقد عاش عصره الذهبي في فترة الخمسينات من القرن العشرين الماضي، كما أنه كان يعد لفترة طويلة أكبر مسارح شمال إفريقيا وأشهرها. وكانت تقدم على خشبة مسرح سرفانتس، أعمالا فنية لكبار الأدباء العالميين، غير أن مبناه أصبح الآن يعرف حالة كارثية يرثى لها، فهو مهجور وآيل للسقوط، ففي سنة 2006، وقعت كل من وزارة الثقافة المغربية ونظيرتها الإسبانية، اتفاقا لتخصيص المسرح لاستعمالات ثقافية، وفيما بعد تم تخصيص حوالي 100 ألف يورو لترميم المبنى المتداعي.