مسرح سرفانتيس، ويسمى كذالك مسرح سرفانتس الكبير، بالأسبانية gran Teatro Cervantes هو مسرح افتتح في طنجة سنة 1913. عاش عصره الذهبي في فترة الخمسينات من القرن العشرين و كان يعد لفترة طويلة أكبر مسارح شمال أفريقيا وأشهرها. بدأ بناؤه لصالح الغني الاسباني Manuel Peña وزوجته Esperanza Orellana، بتاريخ 2 أبريل 1911، في احتفال بالمناسبة على يد المهندس المعماري الاسباني الشهير Diego Giménez ، واكتمل عام 1913، ليتم افتتاحه رسميا بتاريخ 12 ديسمبر ،1913 وكان يتسع ل1400 شخص وتنازل عن ملكيته Manuel Pena لصالح الحكومة الاسبانية سنة 1928. جذب مسرح سرفانتيس وخاصة سنوات الخمسينات العصر الذهبي له، أسماء مهمة من الفنانين وكانت تقدم على خشبة مسرح سرفانتيس أعمالا لكبار الأدباء العالميين، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر العملاق الاسباني Antonio Caruso وTito Ruffo والمغنية Adelina Patti والمجموعة الاسبانية dezarzuela كما عرف المسرح تقديم مسرحية عطيل بالإنجليزية سنة 1929 و ظل المسرح كذالك حتى اغلاقه سنة 1962. المسرح وربما قليل من يعرف ذالك كان مجهزا بتقنية تسمح له بتحريك مقاعده للتحول الى الشكل الدائري فاسحة المجال لتقديم عروض راقصة، ولم تكن السياسة بعيدة عن تاريخ المسرح، حيث عرف تنظيم اجتماعات سياسية مناهضة للديكتاتور الاسباني فرانكو كما أنه و أثناء فترة حرب الجزائر كانت مداخيل بعض العروض التي تقام بالمسرح يتم التبرع بها لجبهة التحرير الجزائرية. شيئا فشيئا، فقد المسرح بريقه وتحول من مسرح الى حلبة رياضية ثم الى قاعة سينمائية، قبل أن تغلقه السلطات الاسبانية التي تعود ملكية المسرح اليها، بعد ذالك قامت بكرائه لبلدية طنجة في مقابل درهم رمزي. المسرح حاليا يوجد في وضع كارثي يهدد بأن ينهار كليا على المدى القريب، وهو ما يتسبب في استياء كبير لدى فعاليات المدينة خاصة منها الثقافية التي تحاول بكل السبل ودق كل الابواب لعل وعسى تتمكن من انقاذ هذه المعلمة الثقافية لمدينة طنجة. سنة 2006، كانت وزارة الثقافة من المغرب وإسبانيا وقعتا اتفاقا لتخصيص المسرح لاستعمالات ثقافية، وفيما بعد تم تخصيص حوالي مائة ألف يورو من طرف الحكومة الاسبانية لترميم المبنى المتداعي، لكن هذه الميزانية لم تكن كافية الا لوقف الانهيار المتتالي للبناية في حين أن الدراسات التي أجريت من أجل انقاذ المسرح قدرت المبلغ المطلوب لهذا الغرض بحوالي مابين 5 و 6 مليون أورو . مسرح سرفانتيس مازال مغلقا حتى يومنا هذا، يعاني في صمت رغم مبادرات عدة من فعاليات محلية تهدف تمكين ساكنة مدينة طنجة من انقاذ جزء من تاريخ مدينتهم، في حين تتبادل كرة المسؤولية عن عدم تحقيق تقدم في جهود انقاذ هذه الذاكرة الثقافية مابين السلطات المحلية والمنتخبة لطنجة والمسؤولين الاسبان .