اتهمت عدد من الجمعيات المدنية الإسبانية المهتمة يقضايا الجاليات العربية عامة والمغربية خاصة، المقيمة فوق التراب الإسباني – في اتصالها ب “رسالة24” ، (اتهمت)، حكومة مدريد بالتمييز والكيل بمكيالين في تعاملها مع قضية المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا العالقين بالمغرب منذ 13 مارس الماضي، بسبب إغلاق المغرب للحدود البرية والبحرية والجوية، للوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 القاتل. واتهم المتحدثون باسم الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، العالقين بالمغرب ومنهم إسبان من أصل مغربي، وحاملي الجنسية الإسبانية، والمتوفرين على أوراق الإقامة الدائمة والمؤقتة بإسبانيا، (اتهموا)، حكومة مدريد التي تمثلهم، بالتخلي عليهم في هذه الظروف العصيبة، نظرا لسياق حالة الطوارئ الصحية التي يعرفها العالم بسبب الجائحة، وبالمقابل سارعت إلى إجلاء المواطنين الاسبان من أصل إسباني العالقين في المغرب وفي مختلف دول العالم، بعدما حندت لذلك امكانيات مادية ولوحيستيكية ضخمة. وأكدت الجمعيات الإسبانية ذانها ومقرها برشلونة، أن حوالي 310 مغربية ومغربي مقيم بإسبانيا وإسبان من أصل مغربي، فوجئوا بشكل صادم إثر تعرضهم للتمييز، حين واجهوا عنصرية مؤسسية غير مسبوقة من إسبانيا، ووجدوا أنفسهم محاصرين في المغرب بسبب إغلاق الحدود خوفا من الوباء، ولا يطالبون إلا بالعودة إلى منازلهم وجمع شملهم مع عائلاتهم أولادهم الذين يحتاجون للرعاية في إسبانيا، لكنهم وجدوا أنفسهم معزولين ودون الحد الأدنى من إمكانية الإعادة إلى إسبانيا، كما حدث مع المواطنين الإسبان من أصل إسباني في المغرب وفي أجزاء كثيرة من العالم. وأوضحت الجمعيات الإسبانية نفسها، أنهم يتفهم ويعترفون بحدوث اختلاف في وجهات النظر بين المغرب واسبانيا حول قضية المغاربة الاسبان العالقين بالمغرب بعد اغلاق الحدود، لان السلطات المغربية لم تكن تسمح في البداية للأشخاص من أصل مغربي بمغادرة الأراضي المغربية، على الرغم من أنهم إسبان قانونيًا، ولكن في الوقت الحالي – تقول الجمعيات – قد تغير السياق، بعدما أبدى المغرب الموافقة المبدئية على مغادرة مواطني العديد من الدول الأوروبية العالقين بالمغرب وللجاليات طالما أنها بلد الإقامة، مضيفة أنه ومن الرغم من تغير الوضع، فإن اسبانيا لم تتقدم باي طلب رسمي أو مبادرة حقيقية أمام السلطات المغربية لاجلاء الاسبان من أصل مغربي العالقين بالمغرب، وترفض لحد الآن تحمل مسؤولية توفير وسائل النقل لنقلهم، كما عملت مع مواطنيها من أصل إسباني، الذين خصصت لهم وسائل النقل حسب نفس الجمعيات دائما. هذا، ويوجد في المغرب حاليا المئات من المغاربة من أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا، دخلوا إلى المملكة لدواع شخصية ليجدوا أنفسهم عالقين هنا، بعد إغلاق الحدود بسبب حالة الطوارئ الصحية، على الرغم من أن السلطات المغربية سمحت للمواطنين الإسبان من أصول إسبانية بمغادرة المغرب، ولم تسمح للمغاربة بالمغادرة، على الرغم من أنّ منهم من يحمل الجنسية الإسبانية. ويطالب أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، بارجاعهم إلى بلد إقامتهم، بعدما ظلوا عالقين بالمغرب منذ 13 مارس الجاري، بعد تطبيق المغرب لتدابير حالة الطوارئ الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19 القاتل، والتي ستستمر إلى غاية 20 ماي المقبل، بعد قرار تمديدها. وأصبح المهاجرون المغاربة العالقين بالمغرب والمنحدرين من مختلف المدن المغربية، يعيشون ظروفا مادية ومعنوية واجتماعية متدهورة وقاسية، بسبب انفصالهم القاهر عن أطفالهم، والانقطاع عن العمل لعدم الالتحاق به في الوقت القانوني المحدد، فضلا عن وجود نساء حوامل ومرضى ضمنهم يحتاجون للعلاج والرعاية الصحية اللازمة، كما أن منهم من اضطروا للاقامة في منازل عائلاتهم واصدقائهم، لو الشقق المستأجرة، وفي الفنادق، وقد اصبحوا غير قادرين على أداء السومة الكرائية، لنفاذ أموالهم.