منذ إغلاق المغرب لحدوده الجوية والبحرية والبرية، في إطار التدابير المتخذة لمحاصرة فيروس “كورونا” المستجد، انصبّ الحديث على المغاربة العالقين في دول أجنبية، وعلى السياح الأجانب أو المقيمين بالمغرب، لكن بالمقابل من ذلك، هناك مئات من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج عالقون في المغرب، ويطالبون بتمكينهم من العودة إلى بلدان إقامتهم، خاصة إسبانيا. ويوجد في المغرب حاليا المئات من المغاربة من أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا، دخلوا إلى المملكة لدواع شخصية ليجدوا أنفسهم عالقين هنا، بعد إغلاق الحدود والجوية والبحرية، وكدا البرية عبر معبري سبتة ومليلية المحتلتين، على الرغم من أن السلطات سمحت للمواطنين الإسبان بمغادرة المغرب، ولم تسمح للمغاربة بالمغادرة، على الرغم من أنّ منهم من يحمل الجنسية الإسبانية. إلى ذلك، فقد طالب عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بأسبانيا في اتصالهم ب “رسالة24” ، بضرورة ارجاعهم إلى بلد إقامتهم، بعدما ظلوا عالقين بالمغرب منذ 13 مارس الجاري، بعد تطبيق المغرب لتدابير حالة الطوارئ الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19 القاتل، والتي ستستمر إلى غاية 20 أبريل المقبل. وأكد المتحدثون أنفسهم، بأن المهاجرين المغاربة العالقين بالمغرب والمنحدرين من مدن طنجة، أصيلة، وجدة، فاس، القنيطرة، أكادير، سلا، مراكش، وغيرها، أصبحوا يعيشون ظروفا مادية ومعنوية واجتماعية متدهورة وقاسية، بسبب انفصالهم القاهر عن أطفالهم، والانقطاع عن العمل لعدم الالتحاق به في الوقت القانوني المحدد، فضلا عن وجود نساء حوامل ومرضى ضمنهم يحتاجون للعلاج والرعاية الصحية اللازمة، كما أن منهم من اضطروا للاقامة في منازل عائلاتهم واصدقائهم، لو الشقق المستأجرة، وفي الفنادق، وقد اصبحوا غير قادرين على اداء السومة الكرائية، لنفاذ أموالهم. ودعت جمعية أصدقاء الشعب المغربي Ong Itran ومقرها برشلونة، التي تبنت قضية المهاجرين المغاربة العالقين بالمغرب، في اتصالات بالجريدة، كل من مدريد والرباط إلى ضرورة فتح قنوات الحوار الدبلوماسية، للتوصل إلى حل ثنائي ينهي أزمة الجالية المغربية العالقة بالمغرب، أسوة بالحوار الذي تم بين روما وباريس، والذي انتهى لاتفاق ثنائى قضى بترحيل مواطني البلدين العالقين بكل من ايطاليا وفرنسا. وأوضحت الجمعية الإسبانية ذاتها، أن عدد أفراد الجالية المغربية العالقة بالمغرب يقدر بحوالي 300 شخص، غير أن معلومات غير رسمية تشير أن عددهم أكبر بكثير من ذلك، وقد يتجاوز ال 700 شخص، مضيفا أن هناك 9500 شخص تمكنوا من العودة من المغرب إلى إسبانيا، وفقا لأرقام من وزارة خارجية الجارة الشمالية للمغرب، ولكن الأمر تعلق حصريا بحاملي جوازات السفر الإسبانية. كما انتقدت جمعية أصدقاء الشعب المغربي، السماح فقط للمواطنين الإسبان بمغادرة المغرب بعد إغلاق الحدود، في حين منعت المواطنين المغاربة المقيمين في إسبانيا من المغادرة، بمن فيهم الذين يتوفرون على بطاقة الإقامة هناك.