في الوقت الذي ترفض فيه الحكومة المغربية السماح للمسافرين والسياح المغاربة العالقين في مختلف دول العالم، لاسيما أوروبا، بالعودة إلى أرض الوطن منذ الإغلاق الشامل للحدود يوم 13 مارس المنصرم؛ مازالت مصرة، أيضا، على رفض السماح للمهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج والعالقين بالمملكة بالعودة إلى بيوتهم وأبنائهم ووظائفهم بالخارج، علما أن السلطات المغربية سمحت، نهاية الأسبوع المنصرم، للأجانب العالقين بالمغرب بالمغادرة صوب بلدانهم الأصلية، بمن فيهم أجانب من أصول مغربية، فيما رفضت السماح للمغاربة مزدوجي الجنسيات بالمغادرة. في هذا الصدد، يجد مئات المهاجرين المغاربة، الذين كانوا موجودين بالمغرب، قبل إغلاق الحدود تجنبا لتفشي وباء كورونا يوم 13 مارس المنصرم، أنفسهم عالقين في المغرب، بعيدا عن بيوتهم أو أطفالهم أو وظائفهم أو أطبائهم (بالنسبة إلى الحالات التي تتابع العلاج في بعض العيادات في بلدان الإقامة)، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي». ويوجد بين هؤلاء العالقين بالمغرب، والذين يقيمون بشكل كبير في إسبانيا وفرنسا، نساء حوامل وأمهات ومرضى يعانون مرض السكري، ويحتاجون إلى إجراء تحاليل في العيادات التي يتابعون فيها العلاج. ويعيش بعض هؤلاء كباقي المغاربة الحجر الصحي، منذ إعلان حالة الطوارئ يوم 20 مارس المنصرم، في بيوتهم الخاصة أو في بيوت أقاربهم، حيث يعانون بسبب قلة أو نفاد الأموال التي بحوزتهم، وفق المصدر ذاته، الذي أشار، كذلك، إلى أن عدد المهاجرين المغاربة العالقين بالمملكة يتراوح ما بين 300 و700 شخص. ووصف المصدر عينه حالة 53 مغربيا من بين هؤلاء العالقين في الداخل بالدراماتيكية، نظرا إلى أنهم يحتاجون إلى أدوية غير موجودة في المغرب، أو أن الأدوية مرتفعة الثمن هنا، فيما يحصلون عليها في إسبانيا مجانا عبر الضمان الاجتماعي. وفي الوقت الذي تتعذر على المهاجرين المغاربة العالقين في المغرب العودة إلى بلدان الإقامة، وكذا المغاربة العالقين في الخارج العودة إلى المغرب، بحكم رفض السلطات المغربية فتح الحدود أمامهم؛ قامت السلطات الإسبانية، مثلا، بترحيل 9500 مواطن إسباني من المغرب منذ إغلاق الحدود. وهو الشيء الذي أثر في نفوس بعض المغاربة العالقين في سبتة ومليلية والجزيرة الخضراء، والذين كانت قد تحدثت معهم «أخبار اليوم». وأورد المصدر ذاته حالة المغربية يسرى، الحامل في شهرها السادس، والتي دخلت المغرب قبل إغلاق الحدود مع طفلتها البالغة من العمر سنتين لسحب رخصة السياقة المغربية لمعادلتها في إسبانيا، حيث لم تتمكن من اقتناء الدواء الذي تستعمله لعلاج الآلام التي تنتابها بسبب التهاب المفاصل. أما المهاجرة المغربية آمال، فتقول إنها عالقة في المغرب بعيدا عن طفلتها البالغة 7 سنوات الموجودة في إسبانيا، فيما تحدثت حالات أخرى عن نفاد الأموال التي كانت معها، في حين تقول أخرى إن الأموال التي تركتها مع الأبناء في الخارج نفذت.