أطلقت الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا، نداء إستغاثة لكل من وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج المغربية ونظيرتها الإسبانية لترحيلهم في أقرب وقت ممكن إلى اسبانيا بلد الاقامة، وجمع شملهم مع عائلاتهم أابنائهم الذين أصبحوا بدون رعاية، خصوصا وأن منهم مرضى وحوامل. وقال أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا،د في اتصالهم ب “رسالة24” بأنهم الآن في وقت يحتاجون فيه من الدولة إلى المساندة والحوار، بعدما أصبحوا يائسين، وعالقين بالمغرب بعيدا عن أولادهم وأسرهم، في ظروف مادية ومعنوية مزرية، بعد إغلاق الحدود المغربية، بسبب وباء فيروس كوفيد-19. وأضاف أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا والعالقين بالمغرب منذ مارس الماضي، بأنهم تضرروا بشكل كبير ومباشر بهذه الأزمة الصحية والوبائية، فقد أصبحوا ممنوعين من العودة إلى المنازل ومحرومين من أطفالهم، وبأن وضعهم ووضع عائلاتهم الموجودين في إسبانيا أضحى كارثيا ودراميا وجحيما لا يطاق، في انتظار انتهاء هذا الكابوس. وتساءل المتحدثون أنفسهم، عن سبب سماح السلطات المغربية المختصة بمغادرة مواطني مختلف الجنسيات الأخرى للمغرب عبر رحلات بحرية وجوية استثنائية، بينما يمنع على الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة الاسبانيا منها مغادرة البلاد وجمع شملها مع عائلاتها. وقالت جمعية أصدقاء الشعب المغربي Ong Itran ومقرها برشلونة، التي تبنت قضية المهاجرين المغاربة العالقين بالمغرب، أن أفرادا ينتمون إلى وفد من جمعية “إشبيلية أكوخي” التي تعمل على مشاريع تعاون مغربية إسبانية، قد مكثوا لأكثر من أسبوعين في تطوان، و ذلك بسبب استحالة إعادتهم إلى إسبانيا بسبب إغلاق الحدود المغربية مع إسبانيا في 13 مارس المنصرم، بسبب جائحة كورونا المسبب لمرض Covid-19 من طرف السلطات المغربية. وأضافت جمعية أصدقاء الشعب المغربي، غير أنه وبعد مفاوضات شاقة مع مختلف الجهات، تمكنوا أخيرا من العودة إلى إسبانيا يوم الجمعة الماضي، على متن رحلة جوية استثنائية انطلقت من مدينة الدارالبيضاء. لكن المشكلة الحقيقية – تضيف الجمعية نفسها – كانت في النطاق الذي أخذته هذه القضية، عندما أبلغت القنصلية الإسبانية في تطوان أن الأشخاص المسموح لهم بالعبور هم فقط الذين ولدوا في إسبانيا، وعليه، فإنه يمنع منعا كليا السفر لكل من المسمى (عمر.ح)، وهو مغربي حامل للجنسية الإسبانية منذ سنة 2001، وكدا للمسمى (أوسيو.د)، وهو مواطن سنغالي مقيم بإسبان منذ سنة 1994، ويتوفر على تصريح إقامة دائمة بإسبانيا. غير أن زملائهم في جمعية “إشبيلية أكوخي” الإسبانية، تضامنوا معهم برفض السفر دونهم، وهو ما دفع بدخول الوكالة الأندلسية للتعاون الإنمائي الدولي (AACID) وهي إدارة تابعة لمجلس إدارة تمويل المشاريع في إشبيلية، على خط القضية التي انتهت بإرغام قنصلية إسبانيا في تطوان على قبول سفر كامل عناصر الوفد بما فيهم المغربي (ع.ح)، والسنغالي (أوسيو.د). وشددت Ong Itran في هذا السياق، بأنه تم اتخاد العديد من الاجراءات التي يفرضها إغلاق الحدود بسبب تفشي الفيروس المستجد، وهي الإجراءات الوقائية والاحترازية التي نتفهمها ويتفهمها الجميع، لكن الغير معقول والغير مفهوم، هو كيف يُعقل أن السفارة قررت إجلاء بعض المواطنين الإسبان في الطائرة التي خُصصت لهذه الغاية، وأن إسباني من أصل مغربي يتوفر على الجنسية الإسبانية وآخر سنغالي مقيم بإسبانيا يستبعدون من القائمة المسافرين قبل أن يتم العدول عن القرار د والسماح لهما بالسفر من جديد؟. ويوجد في المغرب حاليا المئات من المغاربة (حوالي 1000)، من أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا، دخلوا إلى المملكة لدواع شخصية ليجدوا أنفسهم عالقين هنا، بعد إغلاق الحدود والجوية والبحرية، وكدا البرية عبر معبري سبتة ومليلية المحتلتين، على الرغم من أن السلطات سمحت للمواطنين الإسبان بمغادرة المغرب، ولم تسمح للمغاربة بالمغادرة، على الرغم من أنّ منهم من يحمل الجنسية الإسبانية. إلى ذلك، فقد طالب عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بأسبانيا في اتصالهم ب”رسالة 24″، بضرورة ارجاعهم إلى بلد إقامتهم حيث يعيشون ويعملون، بعدما ظلوا عالقين بالمغرب منذ 13 مارس الاخير، بعد تطبيق المغرب لتدابير حالة الطوارئ الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، المسبب لمرض كوفيد-19 القاتل، والتي ستستمر إلى غاية 20 أبريل المقبل.