اخترق “كاميكازي” مغربي، حوالي الساعة الثالثة من صباح اليوم الإثنين، البوابة الرئيسية للمعبر الحدودي تاراخال باب سبتةالمحتلة، بسيارة نفعية كبيرة “فوركون” محملة ب 52 مهاجرا سريا، من دول جنوب الصحراء، ضمنهم 34 رجلا، و16 امرأة، وطفلان قاصران، وفد توقيف السائق من طرف الحرس المدني الإسباني، والذي تبين أنه مغربي مقيم بفرنسا. وقد تبين أن جميع المرشحين للهجرة السرية بصحة جيدة، فيما تم نقل أربعة منهم فقط إلى المستشفى الجامعي بذات المدينة لتقديم الاسعافات الأولية لهم من الاصابات الطفيفة التي أصيبوا بها جراء اصطدام السيارة “الكاميكازي” مع البوابة الرئيسية للمعبر، فضلا عن اختناق مهاجر سري واحد بسبب إصابته بمرض الربو. واستغل السائق “الكاميكازي” هدوء الساعات الأولى من الصباح، والجو الماطر والبرد القارس، وظروف اغلاق المعبر في وجه التهريب المعيشي، للتسلل الى المدينة السليبة، حيث انطلق بسرعة كبيرة صوب باب المعبر واقتحامه حاملا معه العشرات من المهاجرين الغير شرعيين. وبعد توقيف المتهم، تمكن المهاجرون السريون من الفرار في اتجاهات متفرقة وسط سبتة، قبل أن تتمكن الشرطة الوطنية الإسبانية مدعومة بالحرس المدني الاسباني، من محاصرتهم فوق سطح بناية لجؤوا إليها للاختباء من الملاحقة الأمنية وسط المدينة. وقد تم نقل جميع المهاجرين السريين بعد إسعافهم وتقديم كافة العلاجات الضرورية لهم، من قبل عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية إلى مركز إيواء ميداني الذي أحدث بمحيط معبر تاراخال، تحت إشراف منظمة الصليب الأحمر. إلى ذلك فقد استنكرت جمعية الحرس المدني الإسباني (AEGC)، الواقعة داعية الحكومة إلى توفير الحماية لعناصر الحرس بالمعبر، خصوصا بعد توالي حوادث الإختراق الخطيرة المشابهة في السنة الأخيرة، بسبب التوتر على المعبر، خاصة بعد منع وتوقيف نشاط التهريب المعيشي به. وسبق ل AEGC وأن نددت يوم 15 غشت الماضي، بافتقار مكتب الجمارك بمعبر تاراخال إلى وسائل العمل الضرورية لحماية الحراس المدنيين الذين يؤدون الخدمة، من أجل تجنب مرور سائقي مركبات “الكاميكازي” حماية لحياة وسلامة الامن والموظفين والمسافرين وعامة المواطنين. وانتقدت جمعية الحرس المدني الاسباني، عجز الحكومة الإسبانية لحد الآن، في إنشاء نظام أمني ذكي محيطي في ظروف مناسبة تجنب الاعتداءات والاقتحامات المتكررة لبوابة المعبر، مقترحة على المسؤولين المحليين في سبتةالمحتلة والمركزيين بمدريد، ما ينبغي القيام به، وهو ما لم يكن أكثر من وضع شرائط لتفادي الاعتداءات وحماية حياة المهاجرين، واتخاذ تدابير أمنية استباقية ناجعة لتعزيز الوصول ومحيط أمني في هذا المكان الحساس وفي حالة تأهب قصوى دائمة على مستوى مكافحة الإرهاب .