كشفت مصادر متطابقة ل”رسالة 24″، أن الصديق بولعيش، القائد رئيس الملحقة الإدارية 9، التابعة للدائرة الحضرية امغوغة بطنجة، قد قاد خلال الثلاثة أيام الماضية تدخلا كبيرا وصف بالنوعي على مستوى حومة الزيديين والقنا جوار المطرح العمومي بحي مغوغة الكبيرة، لتفكيك عدد من الأكواخ القصديرية، في إطار مجهودات السلطات المحلية والولائية الرامية إلى القضاء وبشكل نهائي على ظاهرة دور الصفيح التي حاول بعض السماسرة إعادة تكريسها على أرض الواقع من جديد، بعدما تم القضاء عليها وبشكل نهائي بهذه المنطقة أواخر سنة 2014، حيث أعلن مجلس الإدارة الجماعية لمجموعة التهيئة العمران ساعتها عاصمة البوغاز مدينة بدون صفيح إلى جانب 10 مدن كبيرة أخرى، بعد ما رفعت الشركة حجم استثماراتها في مجال العقار لتصل إلى 6,7 مليار درهم. وشارك في هذا التدخل الذي وصف بالنوعي بالإضافة إلى قائد المنطقة، أعوان السلطة المحلية وفرقة الحرس الترابي “القوات المساعدة” التابعين للملحقة الإدارية المعنية، حيث تم فتح القائد حوارا شاملا وجديا لاقناع قاطني هذه الاكواخ بتفكيكها طواعية، والقبول بالانتقال إلى التجزئة السكنية “النور” التي خصصتها الدولة وشركة العمران لقاطني دور الصفيح بالمنطقة. هذا وأظهرت المعطيات التقنية المتعلقة بهوية بالأشخاص المعنيين من أصحاب البراريك القصديرية المحصيين بشكل رسمي من طرف السلطة المحلية وولاية الجهة، بأنهم استفادوا منذ سنة 2012 و 2013، وإلى غاية اليوم، من بقع أرضية مجهزة ومحفظة، تتراوح مساحتها الإجمالية ما بين 70 و90 مترا مربعا بتجزئة النور، في إطار الشطرين الأول والثاني على المستوى المحلي من البرنامج الوطني مدن بدون صفيح الذي انطلق سنة 2004، والرامي إلى إحداث 100 ألف وحدة سكنية كل سنة. وأكدت مصادر الجريدة، بأن مافيا “البراريك” التي تنشط بالمنطقة وتتجار في مآسي الفقراء منذ سنة 2007، كانت تقوم بدعم من بعض الفاسدين وعناصر محسوبة على تيار السلفية الجهادية، باستقدام الأسر الفقيرة من مختلف مناطق المغرب بعاصمة البوغاز، خصوصا من سوق الأربعاء، اثنين سيدي اليماني، مشرع بلقصيري، وزان، ضواحي فاس ومكناس، سيدي قاسم، تاونات، القصر الكبير وغيرها، مقابل مبالغ مالية كبيرة، مما ساهم وبشكل كبير في تناسل دور الصفيح بمنطقة الزيديين الهشة، وبالتالي تقويض جهود السلطات المعنية للقضاء على هذا النوع من السكن الغير اللائق، والذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة الضرورية والكرامة الإنسانية. هذا، وعبرت ساكنة البراريك المعنية، عن رضاها وارتياحها الكبير لمبادرة قائد المنطقة الجديد القادم من مدينة خنيفرة في إطار الحركة الانتقالية الوطنية لنساء ورجال السلطة المحلية، الهادفة إلى تسريع استفادة المعنيين بالأمر، وتسهيل انتقالهم إلى بقعهم الأرضية المجهزة بكل يسر، والتي سضمن لهم دون شك السكن اللائق، وتحفظ لهم كرامتهم الانسانية، والعيش في بيئة سليمة خالية من التلوث. وتعليقا على العملية التي وصفت بالناجحة خاصة من ناحية الزمن القياسي للتنفيذ، فقد أكدت فعاليات المجتمع المدني المتتبعة للشأن المحلي، بأنهم أصبحوا مقتنعين بأن ظاهرة تناسل دور الصفيح ليست ظاهرة بنيوية يستحيل التصدي لها، كما يروج له بعض المستفيدين من استمرارها، بل أن انتشارها يعود بالأساس للإخلال بالواجب الوظيفي وانعدام الضمير المهني، والحس الوطني وعدم المراقبة، وعدم جدية بعض المسؤولين أيضا في التعاطي معها بشكل واع والانصات للساكنة، والتصدي لها بالشكل المطلوب، والتواطؤ وغض الطرف عن المتسببين المباشرين فيها، في إطار تبادل الأدوار والمصالح النفعية، والسياسية الضيقة، والانتخابية، على حساب المجال والمصالح الحيوية للساكنة.