موازاة مع دخول قياديين وبرلمانيين “بأميين” ب”خيط أبيض” لطي صفحة اعتداء إبراهيم الجماني، عضو الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب على أمينه العام، حكيم بنشماش، خرج هذا الأخير عن صمته ليصف ما تعرض له ب”الخطير وغير مسبوق في سلوك الأفراد والفاعلين السياسيين”. بنشماش، وفي تصريح صحفي عممه، مساء أمس الاثنين، على عدد من وسائل الإعلام، بينها “رسالة 24″، قال “هذا السلوك بالإضافة إلى أنه صدمني وأفجعني بعنف، فهو سلوك يُؤشر إلى انهيار مروع لما تبقى من الرصيد الأخلاقي في التعامل الإنساني في مجال الممارسة الحزبية والسياسية”. وزاد أمين عام “الجرار”، أنه آثر السكوت طيلة الساعات والأيام التي تلت الاعتداء عليه لقناعته أن الشخص حينما يكون في موقع المسؤولية يكون مطالبا أحيانا بأن يلتزم الصمت حتى لو تعرض للإهانة أو الاستهداف، مضيفا “لكنني في حالة الاعتداء الذي تعرضت له سكتت لسبب آخر هو حرصي على ستر هذه الفضيحة وعدم إلحاق أذى إضافي بالحزب بالنظر إلى أبعادها الإنسانية والسياسية الخطيرة، ولأن الاعتداء على أمين عام حزب مؤشر على انهيار مروع وعن اختلال عميق في علاقة السياسة بالأخلاق “. وتابع بنشماش وهو يروي تفاصيل الاعتداء أنه “فوجئ باقتحام إبراهيم الجماني للقاعة التي كانت تحتضن اجتماعه بالنواب الستة المعينين في هياكل مجلس النواب، ووجه إليه لكمة قوية في الوقت الذي نهضت فيه من مقعدي مادا له يدي ووجهي لمصافحته”. وكشف بنشماش أن عددا من برلمانيي الحزب ومسؤوليه، اقترحوا عليه تفعيل العقوبات التأديبية بالنظر إلى “خطورة ما أقدم عليه النائب البرلماني في إطار تفعيل أدوار ووظائف مؤسسات الحزب”، ليضيف” لكنني الآن أحرص على أن أبلغ رسالة لأخينا إبراهيم الجماني وأقول له ما سبق لي أن قلته في جلسة الاستماع التي نظمتها هيأة الإنصاف والمصالحة بالحسيمة، حينما حكيت عن معاناتي ومعاناة عائلتي ورفاقي من جراء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، أنني لست ناقما ولا حاقدا ولا طالب ثأر”، ثم استطرد قائلا: “إذا كان السيد النائب المحترم الذي وجه إلي لكمة قوية على خدي الأيسر لم يشف غليله بعد، فأنا مستعد أن أعطيه خدي الأيمن”. وشدد بنشماش على أنه “حرص منذ البداية على أن يحتفظ بمسافة مع مسألة اختيار ممثلي الفريق النيابي لحزبه بهياكل مجلس النواب”، مؤكدا أن نواب حزبه، وضعوا أمام صعوبة هذا الاختيار، على اعتبار محدودية “المناصب” المتبارى حولها وهي ستة، مقارنة بعدد الترشيحات، وأن ذلك سيضع الأمين العام في موقف صعب، كما سيضع النواب في موقف أصعب”، وفق تعبيره. هذا، ودخل بعض القياديين والبرلمانيين “الباميين” على خط الصلح بين بنشماش والجماني، حيث اجتمعت هذه القيادات، وضمنهم العربي لمحرشي، بمنزل الجماني، إذ عبروا على ضرورة طي الخلاف وتجاوزه، “وهو ما تفاعل معه بشكل إيجابي كل من الأمين العام حكيم بنشماش والنائب البرلماني سيدي إبراهيم الجماني، عبر مكالمة هاتفية تمت بينهما أمام الحضور بعدما تعذر لقاؤهما نظرا لالتزامات الأمين العام خارج أرض الوطن”، وفق ما كشف عنه خالد ادنون، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، وناطقه السابق، في تدوينة على حسابه الشخصي على “الفايسبوك”. ومن جهة أخرى، لم يتأخر بنشماش في الرد على “نداء المسؤولية” التي أطلقها خمسة مؤسسين لحزب الأصالة والمعاصرة، من بينهم ثلاثة من الأمناء العامين السابقين، حيث وصف في التصريح الصحفي المذكور هذه المبادرة بال”محمودة”، معربا عن ترحيبه بها، لكونها “مسكونة بهواجس المس