علمت “رسالة 24″، من مصادر مطلعة، أن النيابة العامة المختصة، وقاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بطنجة، قد قرروا، منتصف الليلة الماضية، إيداع مواطن مصري وشريكه المغربي السجن المحلي لطنجة، رهن الحبس الاحتياطي، بعدما توبعا في حالة اعتقال من أجل جناية القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد بغرض الانتقام والسرقة، والتمثيل بالجثة عن طريق حرقها للتخلص منها وتبديد الدليل الجنائي. وكان الضنينان، قد مثلا في حالة اعتقال في ساعة متأخرة من من ليلة أمس الأحد، صباح اليوم الإثنين، أمام النيابة العامة وقاضي التحقيق، بعد اخضاعهما لإجراء إعادة تمثيل الجريمة البشعة التي ارتكباها شهر نونبر المنصرم، في حق الضحية المغربي الذي هو شريك المواطن المصري المتهم في عدة مشاريع تجارية. وجرى أمس الأحد، إعادة تمثيل جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها المستثمر المغربي المسمى قيد حياته “عبد الكبير لخضر”، البالغ من العمر حوالي 58 سنة، الساكن بتجزئة الأندلس، حي الهناء (حومة السوسي)، بطنجة، على يد شريكه المصري المدعو (خميس.ا)، البالغ من العمر حوالي 48 سنة، بغرض الانتقام، والسرقة، بعدما كان الضحية قد تقدم بداية الصيف الماضي بشكاية ضد شريكه المصري (الجاني)، تتعلق بخيانة الأمانة، والتي زجت به في السجن لمدة 6 أشهر، قبل أن يفرج عنه أكتوبر الماضي، ليقرر بعد ذلك الانتقام من شريكه المستثمر والمقاول “عبد الكبير” بعد شهر واحد من مغادرته السجن بتواطؤ مع أحد الأشخاص المنحدر من دوار ولاد عگيلة بمنطقة أحد الغربية، القروية ضواحي طنجة، والذي تعرف عليه داخل السجن، حيث كانا يقضيان عقوبتهما الحبسية المحكوم عليهما بها. ومكنت عملية إعادة تشخيص الجريمة، التي جرت تحت إشراف النيابة العامة، وبحضور مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لولاية أمن طنجة، وعدد كبير من وسائل الاعلام وجمهور غفير من المواطنين، من إبراز سلوك الجانيين في مسرح الجريمة (خمسة مسارح)، والطريقة التي اتبعاها من أجل الاجهاز على الضحية والتخلص من الجثة وحرقها بتلك الطريقة المروعة. وجاءت تصفية الضحية، بعد عملية ترصد طويلة لحركاته وسكناته من طرف المتهمين المذكورين، سواء بمدينة الدارالبيضاء أو بطنجة، قبل أن يتمكنا من رصده وتحديد موقعه بكل دقة منتصف ليلة يوم 19 نونبر الماضي، على مستوى طريق المجازر (لافيراي)، حيث وجها له عدة ضربات وطعنات بمفتاح براغي عجلات السيارة وآلة حادة في أنحاء متفرقة من جسده، بعد كسر زجاج نوافذ سيارته المرسيدس الأمامية. وبعد مقاومة الضحية للجانيين رغم كثرة نزيفه، تمكن من إرغام السائق المغربي على الانعطاف بالسيارة إلى حافة الطريق بعدما فقد السيطرة عليها، وذلك قبل أن ترتطم وبقوة كبيرة بعمود الإنارة العمومية المقابل لسوق القرب لحي بنكيران، حيث تعطلت عجلة السيارة اليمنى، ليتم حمل الضحية الذي دخل في حالة غيبوبة تامة بسبب فقدانه الكثير من الدماء، على متن سيارة مكتراة من نوع ستروين برلينگو، والتوجه به الى مرآب (گراج)، يوجد بحي امغوغة الكبيرة، كان المواطن المصري قد اكتراه من مالكة المنزل منذ شهر أكتوبر الماضي، بغرض افتتاح محل جديد لبيع الاعشاب الطبية المستوردة من مصر. وبعد إيداع سيارة الستروين والجثة الهامدة بالمرآب المذكور، انطلق المتهمين على متن سيارة الأجرة للبحث عن سيارة الجر “ديباناج” لجر سيارة المرسيدس المعطلة وقطرها لاخفائها بعد إزالة الواحها الصفيحية، داخل إسطبل تعود ملكيته لأخت المواطن المغربي المتهم بمنطقة أحد الغربية. وبعد ذلك، قام المواطن المصري باعتباره العقل المدبر لجريمة القتل هاته، بشراء 70 كلغ من الفحم، وكمية من مادة الدوليو الكحولية الشديدة الاشتعال، والماء الحارق (الماء القاطع)، ومنشار، بالإضافة إلى آلة الحملاج chalumeau، وقنينة صغيرة لغاز البوتان. ورغم مواصلة المتهم المصري عبثا إنكار كل هذه الوقائع التي تدينه بما لا يقبل الشك، معززة بالدليل العلمي الذي رفعته الشرطة التقنية والعلمية من مسرح الجريمة وعينات الدم والبصمات الموجودة بسيارة الستروين التي حملت فيها الجثة، فإن المتهم المغربي الذي بدا بمسرح الجريمة متعاونا مع أسئلة المحققين (عكس المصري)، اعترف وبشكل تلقائي بأدق تفاصيل العملية وبتورطه والمصري في تنفيذها للتخلص من الضحية وفق خطة معدة سلفا من قبل المصري المنفذ الفعلي بكل دقة. وتم التخلص من جثة الضحية بحرقها بالنار لمدة 8 ساعات متواصلة لاذابتها بالكامل، باستخدام المتهمين للادوات السالفة الذكر، عند مدخل مجرى مائي اسمنتي يوجد بالطريق الإقليمية رقم 4603، بأحد العربية، وذلك قبل أن يتم التخلص من هذه الادوات في قنطرة واد تهدارت على الطريق الوطنية رقم 1، طريق الرباط الرابطة بين طنجة وأصيلة. وكانت عناصر الشرطة القضائية بكل من ولايتي أمن طنجةوالدارالبيضاء، قد تمكنت بناء على معطيات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الجمعة الماضي، من توقيف مواطن من جنسية مصرية، من ذوي السوابق القضائية، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جريمة قتل عمد مقرونة بالتمثيل بجثة الضحية. وأشارت المعطيات الأولية للبحث، إلى قيام المشتبه فيه، وهو شريك تجاري سابق للضحية، باستدراج هذا الأخير من الدارالبيضاء إلى مدينة طنجة، حيث عمد إلى تصفيته جسديا وإحراق جثته بأرض خلاء ضواحي مدينة طنجة، لأسباب يحتمل أن يكون مردها خلافات تجارية سابقة بين الطرفين. وأوضح المصدر ذاته، أن الأبحاث والتحريات التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية مكنت من العثور على سيارة الضحية التي رفعت منها آثار دماء وعينات بيولوجية يحتمل أنها تخص الضحية، كما مكنت من تحديد مسرح الجريمة الذي عثر به على بقايا رماد، وهي المحجوزات التي يتم حاليا إخضاعها للخبرات الضرورية بمختبر الشرطة العلمية والتقنية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني. وكانت الشرطة القضائية بمنطقة أمن بني مكادة، التابعة لولاية أمن طنجة، قد فتحت بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، بحثا قضائيا برقية عدد 80926 بتاريخ 11 دجنبر الماضي، حول جريمة اختطاف مستثمر مغربي يشتغل في مجال العقار ومحلات بيع الاعشاب الطبية، شهر نونبر الماضي، يسمى “عبد الكبير لخضر”. وكانت زوجة الضحية المسماة “ر.ز” ، قد تقدمت يوم 8 دجنبر الماضي، بشكاية مباشرة إلى الشرطة القضائية لمنطقة أمن بني مكادة، رقم 1638/د/م/ي، تؤكد من خلالها بأن زوجها قد تعرض للإختطاف من طرف مجهولين، بعدما انقطعت أخباره، وأغلق هاتفه المحمول بشكل مفاجئ، منذ يوم 19 نونبر الماضي، كما أن سيارته المرسيدس لم يظهر لها بدورها أي أثر يذكر لحد الآن، علما أن الجناة قاموا باستخدام هاتف الضحية لمدة محددة، وارسلوا منه رسائل نصية لزوجته وعائلته، قبل أن يبادروا إلى إغلاقه، إثر تقدم الزوجة ببلاغ رسمي أمام أمن العوامة بطنجة حول واقعة اختفائه، بعد استشعارها للخطر على حياة زوجها، وذلك قبل أن يتمكن الأمن من فك لغز الجريمة، وتوقيف المتهمين، صباح الجمعة الماضي، وتقديمها إلى العدالة لمحاكمتهما طبقا للقانون.