التأم، مساء الجمعة الماضي، بفضاء مدرسة الفنون الجميلة بمدينة الدارالبيضاء، ثلة من المثقفين ورجال الإعلام وقدماء الصحافيين المغاربة، احتفاء بالزميل عبد الرحيم التوراني الفائز بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة (صنف الصحافة الإلكترونية)، وذلك عن مقال تحت عنوان "وسام على صدر -زعيم- المليشيا (التكريم الملكي للكاتب المغربي إدريس الخوري). وجمع التوراني حوله أصدقاء ينتمون إلى مختلف المشارب الثقافية والسياسية في حفل بهيج حضرته عدة شخصيات تنتمي إلى عالم السياسة والاقتصاد والإعلام والفن والآداب والرياضة. وحضر هذا الحفل الأستاذ عبد الله الفردوس المدير المسؤول عن جريدة "رسالة الأمة" والبروفيسور أحمد العراقي وزير البيئة الأسبق والدكتور الراشدي الغزواني وزير النقل الأسبق ، والأستاذ ابراهيم الراشدي والحاج محمد برادة المدير العام الأسبق لمؤسسة "سابريس"، وحسن العلوي قيدوم الصحفيين وثلة من الزملاء ممثلي مختلف الأجهزة الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية وبعض الأدباء والفنانين التشكيليين من بينهم عبد الله الحريري وعبد الرحمان رحول وعمر السيد من مجموعة ناس الغيوان وأصدقاء المحتفى به. واحتفى الحاضرون بالزميل عبد الرحيم التوراني المتوج بجائزة الصحافة ضمن 13 عملا مرشحا للجائزة، تقديرا للجهد الذي بذله في عمله ، والذي استطاع من خلاله بمهارة المتمكن من أدوات الاشتغال الصحفية رسم "بورتريه" معبر للكاتب والصحفي ادريس الخوري وذلك عبر ربط سيرة "بّا ادريس" الذاتية ومواقفه الشخصية بالأحداث العامة واللحظات التاريخية التي عايشها، وانعكاس ذلك على مساره الفكري والأدبي، كل ذلك بأسلوب سلس ومشوق يغري القارئ ويشده لمتابعة الحكي إلى آخر سطر منه.. ومعلوم أن الزميل عبد الرحيم التوراني تلقى تكوينا سوسيولوجيا وأدبيا، في مجال الصحافة والإعلام، خلال دورات تكوينية لمؤسسات عربية ودولية ببيروت وبغداد، وجرب العمل الإذاعي لفترة قصيرة، حيث عمل بإحدى الإذاعات الخاصة الموجهة للمهاجرين العرب بألمانيا، كما اشتغل محررا بعدة منابر صحفية مغربية ك "المحرر"و"الاتحاد الاشتراكي"و"البلاغ المغربي" و"الكشكول"، وتولى رئاسة تحرير مجلة "الأساس" (الطبعة العربية). عمل التوراني رئيسا للقسم العربي بمجلة "ضفاف"، التي كانت تصدرها وزارة الجالية المغربية المقيمة في الخارج. كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة "مغرب اليوم". ومن بين المحطات التاريخية في حياة الزميل عبد الرحيم التوراني، تأسيسه للمجلة السياسية والثقافية "السؤال" التي تولى رئاسة تحريرها، وكذا إصداره لمجلة "ملفات وقضايا التنمية" والأسبوعية الساخرة التي حملت عنوان "الانتهازي". وإلى جانب إصداره لمجموعة قصصية، وكتاب محكيات "صديقي زفزاف: الغيلم والطاووس"، حول سيرة الروائي محمد زفزاف، ساهم التوراني في إنجاز بعض الأفلام الوثائقية، كما قام بتغطية العديد من المؤتمرات والتظاهرات الوطنية والعربية والدولية، وأنجز العديد من التحقيقات الصحفية، خاصة حول أوضاع المهاجرين.. كما أن للتوراني إسهامات في مجال المجتمع المدني، من خلال عضويته في "ملتقى الذاكرة والتاريخ" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق الدارالبيضاء. وهو اليوم عضو بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ويرأس تنسيقية الصحافة الإلكترونية. والجدير بالذكر، فإن الصحفي عبد الرحيم التوراني، ازداد يوم 9 شتنبر 1956 بمدينة الدارالبيضاء، في حي درب غلف المعروف بماضيه النضالي الوطني، ونشأ وترعرع بين كبار المثقفين والمفكرين الذين بصموا الحياة الفكرية والثقافية والسياسية بالمغرب.