في تطور جديد حول قضية الصحراء، أفادت تقارير إعلامية أن كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء برمج عددا من الزيارات الجديدة إلى المنطقة، ولقاءات مكثفة في الأممالمتحدة. وحسب الأخبار المتداولة، فإن برنامج روس، الذي ينوي تنفيذه قبل نهاية الولاية الحالية لبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، يتضمن ست زيارات إلى المغرب ومخيمات تيندوف والجزائر وموريتانيا، وزيارتين إلى كل من مدريد وباريس ولندن وواشنطن وموسكو، حيث من المنتظر أن تكون الزيارة الأولى للمبعوث الأممي في يناير المقبل، ويضاف إلى هذا البرنامج حوالي عشر لقاءات في الأممالمتحدة بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء. وتفيد هذه التقارير الإعلامية أن برمجة هذا العدد المرتفع من الزيارات واللقاءات راجع إلى رغبة الأممالمتحدة تكثيف المفاوضات وجعل سنة 2016 ، سنة إيجاد حل سياسي للنزاع. وفي هذا الصدد، ربط الدكتور إدريس لكريني، أستاذ الحياة السياسية والعلاقات الدولية في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش نجاح وفشل الزيارات المقبلة لروس إلى المنطقة بمدى تفاعل خصوم الوحدة الترابية مع مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كمقترح جدي وواقعي وذي مصداقية لإنهاء مشكل الصحراء، والذي يحظى بدعم المنتظم الدولي. وأكد لكريني، في اتصال هاتفي أجرته معه "رسالة الأمة " أنه أمام غياب أي مبادرة جديدة من الجزائر وصنيعتها "البوليساريو" لتغيير موقفهما المتزمت، فإنه لا ينتظر من زيارات روس المقبلة أن تحمل أي مؤشرات إيجابية، خاصة مع انشغال حكام المرادية بما يعرفه الشارع الجزائري من سخط على الأوضاع الداخلية وما تعرفه مخيمات تيندوف من غليان ضد قيادة البوليساريو. من جهته، اعتبر الدكتور عبد الرحمان مكاوي، الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الدراسات العسكرية والإستراتيجية أن زيارات المبعوث الأممي ستكون غير ذات أهمية نظرا لما تعرفه الجزائر من فراغ على مستوى القيادة، وصراع الأجنحة في قمة السلطة. وقال مكاوي، في اتصال هاتفي أجرته معه "رسالة الأمة " إن سقف زيارات روس المنتظرة إلى المنطقة، سيكون محددا، ولن يغير من الواقع في شيء، مادامت الجزائر رهينة موقفها المتصلب والمتحجر، مقابل التغيير الحاصل في موقف الرأي العام الجزائري وداخل النخبة السياسية تجاه المغرب ووحدته الترابية، في إشارة من مكاوي إلى التصريحات التي أدلى بها مؤخرا بعض الزعماء السياسيين الجزائريين، والتي شددت على ضرورة إعادة النظر في العلاقة التي تجمع بلادهم بالمغرب.