حل كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء بداية الأسبوع الجاري بالمنطقة، في زيارة جديدة بدأها من المغرب، وذلك في ظرف زمني قصير بين جولة وأخرى، مما يؤكد أنه يوجد تحت ضغط عامل الزمن لإحزاز تقدم في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء. واعتبر عبد الرحمان مكاوي، الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية أن عودة روس إلى المنطقة في ظرف قياسي دليل على أن المبعوث الأممي إلى الصحراء يوجد تحت ضغوط كبيرة يحاول أن يمارسها عليه خصوم الوحدة الترابية للمغرب للتأثير في مسار المفاوضات. وأضاف مكاوي، في اتصال هاتفي أجرته معه "رسالة الأمة"، أن هذه الضغوط ترمي إلى السعي نحو إرباك مهمة روس بالمنطقة، من خلال تحركات الجزائر وبعض الدول التي تتحكم في منظمة الاتحاد الافريقي للتسويق لأطروحات "البوليساريو" التي عفا عنها الزمن، مشيرا إلى أن مثل هذه التحركات المحمومة لخصوم الوحدة الترابية تشكل تلاعبا مقصودا بالإرادة والشرعية الدولية، وتناقضا صارخا بين التصريحات المعلنة من قبل الجزائر. واستبعد الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية أن يحقق روس أي تقدم في ملف الصحراء، وقال في هذا الصدد إن "سقف زيارة روس جد محدد، والأكيد أنها ستكون روتينية، مادامت الجزائر تجول شمالا وجنوبا للضغط في اتجاه التسويق للأطروحات المتجاوزة وطموحها نحو الهيمنة على المنطقة". وأشار مكاوي إلى أن روس واع جيدا أن مسألة خلق كيان مصطنع بالمنطقة أمر غير واقعي ومرفوض من المنتظم الدولي، وخاصة من لدن الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، وذلك بسبب المخاطر الإرهابية التي باتت تهدد المنطقة أكثر من أي وقت مضى. إلى ذلك، توقع الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية أن يضع روس خلال زيارته الجديدة "البوليساريو" أمام خيار ضرورة القبول بإيجاد حل عاجل وعادل ومناسب ومقبول لقضية الصحراء لتجنب انخراط المنطقة في حرب ضروس قد يتخللها الإرهاب بفعل ظهور تيارات تدعم تنظيم ما يسمى ب" داعش" والذي أصبح له أنصار من داخل مخيمات تيندوف. وكان مقررا أن يقدم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة نهاية أكتوبر تقريرا دوريا لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الصحراء المغربية، لكن الأممالمتحدة أرجأت جلسة تقديم التقرير الى نونبر المقبل. يذكر أنه سبق للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء أن قام في شتنبر الماضي بجولة في المنطقة شملت الجزائر وموريتانيا والمغرب ومخيمات تيندوف، إضافة إلى باريس وجنيف ولندن ومدريد، لكنه أنهاها، وعلى غرار الزيارات السابقة التي مرت وسط تكتم شديد، في ظل مؤشرات عن فشل وساطته تلك بسبب عدم اقتناع الأطراف بمقارباته وآلياته الجديدة التي لم يتم الكشف عنها إلى حد الآن.