روس بالعيون وعناصر «البوليساريو» تستفز قوات الأمن حل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، كريستوفر روس، بعد ظهر أول أمس الأربعاء، بمدينة العيون، في أول زيارة يقوم بها وسيط أممي إلى كبرى حواضر الأقاليم الجنوبية للمملكة، للقاء سلطات المدينة والمنتخبين وممثلي منظمات المجتمع المدني الصحراوي. زيارة روس إلى المناطق الجنوبية، التي تأتي للاطلاع على مختلف العمليات التي تقوم بها بعثة الأممالمتحدة في الصحراء «مينورسو»، لم تواكبها استعدادات أمنية استثنائية، إلا أن مصادر تؤكد وجود تحركات من مؤيدي البوليساريو دعوا إلى تنظيم مسيرة حاشدة عشية أمس الخميس تزامنا مع وجود روس بالمدينة. وأفاد شهود عيان أن بعض مؤيدي البوليساريو يقومون ببعض المناوشات من أجل استفزاز قوات الأمن للتدخل ضدهم، إلا أن محاولاتهم لم تثمر أي نتيجة، بموازاة مع التعبئة التي يقوم بها عناصر مؤيدة للبوليساريو لحشد أنصارهم للمشاركة فيما تسميه «مسيرة ضخمة» لاستعراض عضلاتهم أمام المبعوث الأممي. وحسب مصادر متطابقة من عين المكان، فإن الوسيط الأممي باشر لقاءاته عشية يوم وصوله إلى العيون. ومن المقرر أن يكون التقي صباح أمس الخميس بالعديد من المسؤولين، وعقد اجتماعا مع والي جهة العيون بوجدور، خليل ادخيل. ويواصل روس زيارته بلقاءات مع رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون والمنتخبين المحليين وممثلي الأقاليم الجنوبية بالبرلمان. ويشمل برنامج اجتماعات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة عقد لقاء مع العديد من شيوخ القبائل الصحراوية المشاركين في عملية تحديد الهوية، قبل أن يعقد اجتماعا مع رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة العيون بوجدور، وممثلي منظمات المجتمع المدني التي، إلى غاية صباح أمس الخميس، لم يحدد بعد توقيت الالتقاء بها، حيث لازال ممثلو الجمعيات والمنظمات الفاعلة في مجال حقوق الإنسان ينتظرون تحديد موعد لقائهم مع روس. وكان كريستوفر روس قد عقد فور وصوله إلى مدينة العيون، أول أمس الأربعاء، اجتماعا بمقر بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء مع موظفي «مينورسو»، بحضور الممثل الشخصي للأمين العام، الألماني وولفغانع فيسبر، حيث استمع لشروحات حول المهام الأمنية والعسكرية التي تضطلع بها البعثة، وخصوصا ما يتعلق ببرنامج نزع الألغام ومراقبة التزام الطرفين بتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار. كما عقد روس اجتماعا مع موظفي المفوضية السامية لغوث اللاجئين حيث اطلع على سير إجراءات تبادل الثقة بين الطرفين، ومراحل تنفيذ برنامج تبادل الزيارات العائلية بين مخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر والأقاليم الجنوبية. ومن المنتظر أن يحل كريستوفر روس يومه الجمعة بمدينة السمارة، حيث يتضمن برنامج زيارته لقاء مع سلطات المدينة ومنتخبيها، ومن المرجح أن يعقد لقاءه معهم بعد عودته من بلدة تفاريتي على الشريط الحدودي مع الجزائر، حيث سيقوم بزيارة لأفراد بعثة «مينورسو» المتمركزين بها للاطلاع على المهام التي تقوم بها البعثة في عين المكان. ومن المنتظر أن يختتم كريستوفر روس زيارته إلى الأقاليم الجنوبية غدا السبت، بعد أن ينهي برنامج عمله بلقاء العديد من المنظمات وجمعيات المجتمع المدني، بما فيها المؤيدة لجبهة البوليساريو، وزيارة مختلف مقرات بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء. ويرافق كريستوفر روس خلال هذه الزيارة التي تدوم ثلاثة أيام الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقائد قوات بعثة «مينورسو» الألماني وولفغانغ فيسبر. ويتوجه بعدها روس إلى الجزائر العاصمة للقاء المسؤولين الجزائريين، قبل أن يتوجه إلى مخيمات تيندوف للقاء قيادة البوليساريو، ثم بعدها يكمل جولته بالمنطقة بزيارة العاصمة الموريتانية نواكشوط. يشار إلى أن المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بملف الصحراء استهل جولته إلى شمال إفريقيا وأوربا، والتي تستمر إلى غاية 15 نونبر الجاري، من الرباط، وسيختتمها يزيارته للعديد من العواصم الأوربية، على أن يرفع تقريرا إلى الأمين العام، وإحاطة إلى مجلس الأمن حول زيارته.