افادت مصادر متطابقة الثلاثاء ان كريستوفر روس موفد بان كي مون الخاص الى الصحراء سيقوم بزيارة غير مسبوقة للعيون، كبرى مدن هذه المنطقة التي يسيطر عليها المغرب وتطالب بها جبهة البوليساريو. وهذه الزيارة المقررة الاربعاء ستكون الاولى التي يقوم بها روس لهذه المنطقة منذ تعيينه موفدا خاصا للامين العام للامم المتحدة العام 2009. ومن المنتظر ان يلتقي روس في مدينة العيون أعضاء بعثة المينورسو الأممية، التي تسهر على الحفاظ على اتفاق وقف اطلاق النار الموقع سنة 1991 بين أطراف النزاع، اضافة الى لقاء مسؤولين رسميين في المدينة وممثلين عن بعض جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان. وفي اطار جولة في شمال افريقيا واوروبا تستمر حتى منتصف نوفمبر، امضى روس اربعة ايام في المغرب الذي كان شكك في صدقيته في مايو. والتقى الاثنين العاهل المغربي محمد السادس ورئيس الوزراء عبد الاله بنكيران. والثلاثاء، التقى روس ايضا مسؤولين برلمانيين في الرباط في مقدمهم رئيس مجلس النواب كريم غلاب الذي اكد ان "المغرب متشبث بقوة بسيادته على الاقليم الجنوبي" وملتزم ايجاد حل سياسي لهذه القضية، وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء المغربية. واجتمع روس ايضا باعضاء المجلس الملكي الاستشاري لشؤون الصحراء، وهو هيئة رسمية، وفق مراسل فرانس برس. وافادت مصادر رسمية ان الموفد الدولي سيزور الاربعاء العيون، كبرى مدن الصحراء . ولم يتم اعلان برنامج الجولة الاقليمية لكريستوفر روس الذي اوضح انه سيرفع تقريرا الى مجلس الامن "مع نهاية نوفمبر". واعلن المغرب في مايو انه لم يعد يثق بروس بعد قرار لمجلس الامن الدولي انتقد سلوك الرباط حيال الجنود الامميين في المنطقة مطالبا اياها ب"تحسين وضع حقوق الانسان" في الصحراء. ورد بان كي مون بتجديده الثقة في موفده الشخصي روس، الذي أعلن ان زيارته الى المنطقة ستركز على تبادل وجهات النظر مع المحاورين الأساسيين حول طريقة تسريع التطورات نحو حل سياسي يقبله الطرفان. ولم تفض آخر مفاوضات جمعت بين المغرب وجبهة البوليساريو في نيويورك الى نتيجة تذكر كما صرح بذلك المبعوث الأممي نفسه، حيث بلغ عدد الجولات غير الرسمية بين الطرفين تسعا، رغم انه كان مقررا الانتقال الى مفاوضات رسمية، بعد الجولة الثالثة من التفاوض غير الرسمي. ومن المنتظر ان تنتهي مهمة روس كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة بحلول شهر يناير من السنة المقبلة، ليتم بعدها اما تجديد ولايته او تعيين مبعوث جديد. والصحراء مستعمرة اسبانية سابقة يسيطر عليها المغرب ويقترح منحها حكما ذاتيا موسعا تحت اشرافه، في حين تؤكد جبهة البوليساريو "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره".